في عالم ريادة الأعمال والتطوير العقاري، تظهر أسماء لامعة استطاعت أن تترك أثرًا واضحًا في الأسواق المحلية والعالمية. ومن بين هذه الأسماء، يبرز حسين سجواني، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة داماك العقارية، كأحد أبرز رجال الأعمال الذين استطاعوا تحويل التحديات إلى فرص، وصنعوا من قصصهم مصدر إلهام لكل من يسعى لتحقيق النجاح في عالم المال والأعمال.
من شاب نشأ في بيئة تجارية بسيطة إلى واحد من أقوى رجال الأعمال في قطاع العقارات على مستوى الشرق الأوسط، شقّ حسين سجواني طريقه بذكاء وجرأة، معتمدًا على رؤيته الثاقبة للسوق، ومرونته العالية في مواجهة الأزمات.
في مقابلة حصرية أُجريت معه عبر برنامج “الليوان” الذي يقدّمه الإعلامي المتميز عبدالله المديفر، كشف سجواني تفاصيل رحلته الحافلة بالتحديات والإنجازات، مقدّمًا خلاصة تجربته التي تجمع بين العمل الجاد، والذكاء الاستثماري، والقدرة على إدارة المخاطر.
ما يجعل تجربة حسين سجواني فريدة من نوعها ليس فقط حجم النجاح الذي حققه، بل أيضًا النهج العملي الذي اعتمده، والدروس التي يمكن لأي شخص — سواء كان مبتدئًا أو خبيرًا — أن يستلهم منها لبناء مسيرته في الاستثمار والتطوير العقاري.
في هذا المقال، سنأخذك في جولة بين أهم خمس دروس مستفادة من رحلة حسين سجواني، وسنستعرض كيف يمكن تطبيق هذه الدروس في السوق العقاري اليوم. سواء كنت رائد أعمال يسعى لدخول مجال العقارات، أو مستثمرًا يبحث عن خطوات عملية لتوسيع أعماله، أو حتى مهتمًا بقصص النجاح الملهمة، فهذا المقال سيمنحك رؤية واضحة حول أسرار النجاح من واحد من أعظم رجال العقار في الشرق الأوسط.
1. البداية المتواضعة ليست عائقًا بل فرصة
أحد أبرز الدروس من رحلة حسين سجواني هو أن البدايات البسيطة لا تعني بالضرورة أن النجاح مستحيل. نشأ في أسرة تعمل في التجارة، حيث كان والده يمتلك عدة متاجر، وكان يتوقع أن يسير ابنه على نفس النهج، لكن سجواني قرر أن يصنع طريقه الخاص.
بدأ مشواره التعليمي في جامعة بغداد لدراسة الطب، لكنه لم يجد شغفه هناك وعاد إلى دبي بعد عدم نجاحه في السنة الأولى بسبب تحديات اللغة الإنجليزية. رغم معارضة والده في البداية، أصر سجواني على السفر إلى الولايات المتحدة لدراسة الهندسة الصناعية في جامعة واشنطن، وبعد اقتناع والده، دعمه ماليًا لبدء هذه الرحلة الجديدة. هذه التجربة لم تكن مجرد مرحلة دراسية، بل كانت نقطة تحول في تفكيره، حيث تعلم الالتزام، التخطيط، وأهمية اتخاذ القرارات المبنية على التحليل العميق.
2. فهم السوق والبحث المستمر هما مفتاح النجاح
بعد تخرجه، بدأ سجواني حياته المهنية في قطاع التموين والخدمات، حيث أسس شركة متخصصة في تقديم الطعام للمعسكرات والمنشآت النفطية. وقد نجحت شركته في الفوز بعقود ضخمة مع شركات نفط كبرى وحتى مع الجيش الأمريكي خلال حرب الخليج، مما وفر له رأس المال الذي احتاجه لدخول قطاع العقارات لاحقًا.
لكن دخوله إلى سوق العقارات لم يكن مجرد صدفة أو قرار عشوائي، بل كان مبنيًا على دراسة متعمقة للسوق وفهم احتياجات العملاء والمستثمرين. عندما بدأت حكومة دبي فتح باب التملك للأجانب في عام 2001، استغل الفرصة بسرعة وأطلق مشروعه الأول، حيث استطاع بيع وحدات عقارية بقيمة 280 مليون درهم، رغم أنه بدأ برأس مال متواضع نسبيًا.
3. إدارة المخاطر بحكمة
واحدة من أهم المحطات في حياة سجواني كانت الأزمة المالية العالمية عام 2008، التي أثرت بشدة على سوق العقارات في دبي وأدت إلى انهيار العديد من الشركات العقارية. لكن داماك لم تستسلم، بل تبنت استراتيجية ناجحة للتكيف مع الوضع الجديد.
قال سجواني إنه كان من أوائل من أدركوا أن هناك أزمة قادمة، مما دفعه إلى اتخاذ إجراءات استباقية، مثل:
- تقليل النفقات وتقليص عدد الموظفين لمواكبة التغيرات في السوق.
- التفاوض مع البنوك على إعادة جدولة القروض لتخفيف الضغوط المالية.
- إعادة هيكلة المشاريع العقارية لضمان استمرار الأعمال حتى في ظل الأزمة.
هذه الاستراتيجية مكنته من تجاوز الأزمة والعودة بقوة عندما بدأ السوق في التعافي.
4. قوة الابتكار والتطوير المستمر
لم يعتمد سجواني على الأساليب التقليدية في سوق العقارات، بل ركز على تقديم منتجات فريدة، مثل الشراكات مع علامات تجارية فاخرة مثل فيرساتشي وفندي وكافالي لإنشاء مشاريع عقارية تحمل طابع الرفاهية والفخامة.
كما أنه كان من أوائل من استثمروا في التكنولوجيا في العقارات، حيث أدخل مفهوم المدن الذكية واستخدام البيانات الضخمة في اتخاذ قرارات استثمارية أفضل.
5. العلاقات القوية والشراكات الاستراتيجية
واحدة من العوامل التي ساعدت حسين سجواني في بناء إمبراطورية داماك كانت العلاقات القوية مع كبار المستثمرين وصناع القرار. على سبيل المثال، أسس علاقة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما أدى إلى تعاون في مشاريع عقارية مثل ملعب الجولف الفاخر في دبي.
كما أظهر أهمية بناء علاقات قوية مع المؤسسات المالية، الحكومات، والشركاء الاستراتيجيين لضمان استمرارية الأعمال حتى في أصعب الظروف.
الخاتمة: ماذا يمكن أن نتعلم من حسين سجواني؟
رحلة حسين سجواني من التجارة البسيطة إلى قيادة واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في المنطقة تثبت أن النجاح ليس حكرًا على أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، بل هو نتاج رؤية واضحة، عمل جاد، وإدارة ذكية للمخاطر.
إذا كنت تطمح إلى دخول مجال العقارات أو الاستثمار، فهناك 5 دروس رئيسية يمكن استخلاصها من مقابلته مع الإعلامي عبدالله المديفر في برنامج الليوان:
- ابدأ صغيرًا لكن احلم بشكل كبير.
- ادرس السوق جيدًا واستعد لاقتناص الفرص.
- كن مستعدًا للأزمات وتعلم كيفية إدارتها.
- ابتكر دائمًا وكن متفردًا في مجالك.
- ابنِ علاقات قوية واستثمر في الشراكات الاستراتيجية.
ما قدمه حسين سجواني خلال المقابلة يعكس خلاصة تجربته في عالم العقارات، وهو دليل حي على أن الالتزام، التخطيط، والعمل المستمر يمكن أن يقودوا إلى النجاح الكبير. هذه الدروس لم تكن مجرد نظريات، بل جاءت من تجربة حقيقية مليئة بالتحديات والنجاحات، كما استعرضها خلال حديثه مع الإعلامي عبدالله المديفر في برنامج الليوان.
فهل أنت مستعد للانطلاق في عالم العقارات؟
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.
