في واحدة من أبرز حلقات بودكاست “دواير”، التي قدّمها الإعلامي محمد الرحبي، يواصل محمد الدريم حكاية صعوده بتفاصيل أكثر عمقًا ووضوحًا. هذه الحلقة لا تسرد فقط قصة نجاح، بل تكشف جوانب إنسانية ومواقف مفصلية صنعت هذا الاسم المعروف اليوم في أوساط السوق العقاري.
محمد الدريم، الذي بدأ مشواره من تغطيات مجانية للمزادات، تحوّل إلى شخصية ذات حضور لافت في جميع المنصات العقارية، بثروة تجاوزت 20 مليون ريال، وشبكة علاقات تشمل 95٪ من رجال الأعمال في المملكة حسب قوله.
ما يميز هذه الحلقة أن محمد لا يكتفي بعرض إنجازاته، بل يفتح قلبه ليروي أدق التفاصيل: من لحظات الإقصاء والرفض، إلى مواقف الوفاء، ومن عتبة البدايات المتواضعة إلى دوائر التأثير وصنع القرار. بين كل موقف وآخر، تظهر شخصية تؤمن بالاجتهاد أكثر من الحظ، وبالبركة أكثر من الشهرة، وبأن التميز لا يُشترى بل يُبنى.
إنها ليست مجرد قصة إعلامي ناجح، بل نموذج شاب سعودي بدأ بلا وراثة ولا دعم مباشر، وأثبت أن صناعة التأثير لا تحتاج إلى رأس مال كبير، بل إلى نية صادقة، وحرص دائم على تطوير الذات، واحترام الناس ومشاعرهم.
البداية من الصفر
يحكي محمد الدريم عن أيام البدايات المتواضعة، حين كان يعمل موظفًا بسيطًا براتب 3500 ريال، ويتنقل بسيارة مستأجرة من الشركة التي يعمل بها. كان يدفع من جيبه ليحضر فعاليات ومناسبات، دون أن يُدعى رسميًا، فقط من أجل التعلم وبناء العلاقات. ويتذكر أول أمسية شعرية لزياد بن نحيت لم يستطع حضورها بسبب 15 ريالًا لم يملكها، فبكى تلك الليلة. هذه اللحظة صنعت فيه قرارًا لا رجعة فيه: أن يصعد، ولو على سلم طويل.
عشرة مزادات بدون مقابل
من أبرز محطات محمد أنه حضر أول عشر مزادات عقارية بدون دعوة وبدون مقابل. لم يكن يعرفه أحد، وبعض الشركات رفضت حضوره أو التصوير في فعالياتها. لكنه أصرّ، وبقي يحاول، حتى أصبح حضوره في المزاد يعني تغطية إعلامية لافتة تجذب أنظار الحاضرين والمشاهدين. اليوم، تلك الشركات نفسها تدعوه رسميًا، وتفتح له الأبواب.
التحول في 2019
يشير محمد إلى أن النقلة الحقيقية في حياته حدثت عام 2019، عندما بدأ يلتقي برجال الأعمال الكبار ويكسب ثقتهم. كان يحضر المناسبات ويلتقط الصور، ثم يعود للتواصل مع كل شخص تعرّف عليه. بهذا الأسلوب، بنى قاعدة علاقات قوية، ويقول اليوم بثقة إنه يعرف أكثر من 95٪ من رجال الأعمال في المملكة.
فهد العجلان ويزيد الراجحي.. نقاط مضيئة
من الشخصيات المؤثرة في حياة محمد، يبرز اسم رجل الأعمال فهد العجلان، الذي وصفه بأنه “مرحلة تغير”. من خلاله تعرّف محمد على شبكة رجال أعمال واسعة، وتغيّرت طريقة تعامله مع السوق. كما يتحدث بإعجاب عن يزيد الراجحي، ويصفه بأنه غيّر 70٪ من حياة محمد، خصوصًا في مجال الأعمال والتفكير الاستثماري.
مبادئ لا تتغير
رغم ما حققه من شهرة وثروة، يصر محمد الدريم على مبادئه. يرفض التبرعات، ويرفض أن يُقال إن منزله أو ثروته جاءت من عطاءات الآخرين. يقول: “أنا ما طلبت من أحد شيء، ولا أبي أحد يعطيني شيء. أنا حارث، ما أنا بارث”. ويروي أنه حتى الآن يسكن في بيت إيجار، ويعتبر أن كل ما حصّله هو نتاج جهده الشخصي.
الفريق والعمل الاحترافي
محمد لا يعمل بمفرده اليوم. لديه فريق يتكوّن من مدير تصوير، مدير إنتاج، مدير محتوى، مدير إعلانات، ومديرة مالية. لكنه رغم ذلك لا يحب أن يُعامل كـ”رئيس”، بل يعتبرهم جميعًا إخوة وزملاء في النجاح.
ثروة تفوق 20 مليون ريال
عند سؤاله عن ثروته الحالية، أجاب محمد الدريم بأن ثروته تزيد عن 20 مليون ريال، وأنها كلها جاءت من عمله وجهده، وليس من دعم مباشر أو شراكات. ويؤكد أن هذه الثروة لا تعني التوقف، بل هي دافع للاستمرار، وطموحه لا يزال مفتوحًا.
ارتباطه بوالدته
من أكثر النقاط إنسانية في القصة هو ارتباط محمد الدريم العميق بوالدته. يرفض السفر لفترات طويلة حتى لا يتركها وحيدة. ويقول إن دعاءها هو سبب البركة في حياته، وإنها هي “الرزق الحقيقي” له، وإنه يشعر بالضيق إن غادر المنزل دون أن تدعو له.
المزادات والظهور العقاري
يتحدث محمد عن المزادات بوصفها مجالًا واسعًا لصناعة السمعة، وليس فقط التجارة. يقول إنه أصبح عنصر جذب في المزادات، حتى أن بعض الحاضرين يتمنون رؤيته هناك. لكنه يحترم خصوصية بعض رجال الأعمال الذين لا يرغبون في الظهور، ويتعامل مع ذلك باحترافية.
نقد الجمهور والضريبة النفسية
يعترف محمد بأن الشهرة لها ضريبة، وأن بعض الأشخاص يسيئون الظن به أو يشككون في نواياه. لكنه يواجه ذلك بالصبر والهدوء، ويترك الأفعال ترد عن لسانه.
خاتمة
في ختام هذا اللقاء الذي أدار محاوره الإعلامي العقاري محمد الرحبي عبر بودكاست “دواير”، تظهر قصة محمد الدريم كأنموذج حيّ على أن النجاح لا يُصنع بالمال وحده، بل بالمواقف والالتزام والإصرار. هو شاب سعودي بدأ من لا شيء، وبنى اسمه في مزادات بمليارات، ورفض التنازل عن مبادئه في أحلك الظروف.
قصة محمد الدريم تذكّرنا أن السوق العقاري لا ينحصر في الصفقات، بل يزدهر بمن يملكون القدرة على بناء العلاقات، وحفظ المعروف، وصناعة الثقة. هو ليس مجرد إعلامي يغطي المزادات، بل شخص يصنع التأثير فيها. وفي زمن تتكاثر فيه الوجوه وتتغير القيم، تبقى رواية محمد الدريم شهادة على أن الأصل لا يبور، وأن البركة تُولد من الرضا والنية الطيبة.
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.