أصبح الوسطاء العقاريين يرون في العمل عن بُعد فرصة استراتيجية لتعزيز حضورهم في السوق دون التقيد بمكان واحد. مع تقدم التكنولوجيا وتوسع أدوات التسويق الرقمي، بات العمل عن بُعد أحد الاتجاهات المتنامية في مهنة الوساطة العقارية، حيث يتيح للوسطاء مرونة أكبر في أداء مهامهم وتحقيق نتائج فعّالة من مواقع مختلفة.
هذا التوجه لم يأتِ من فراغ، بل مدفوع بتجارب حقيقية أثبتت نجاح هذا النموذج من العمل، لا سيما لدى بعض الوسطاء في بداية مسيرتهم المهنية. وقد ناقشت الوسيطة العقارية تهاني الشدادي في حديثها ضمن برنامج “سوالف عقار” مع الإعلامي ماجد الثبيتي هذه الظاهرة، مستعرضة بعض التجارب الواقعية التي أثبتت إمكانية تحقيق نتائج ملموسة دون الحاجة إلى التواجد الجغرافي في نفس موقع العقار.
ففي قصة ذكرتها تهاني، تمكنت مسوقة عقارية من بيع ثلاث شقق في الرياض رغم تواجدها في مدينة الخبر، معتمدة على أدوات التسويق الرقمية، والمعلومات الموثوقة التي حصلت عليها من المالك. هذه التجربة تعكس ثلاثة أسباب رئيسية تجعل بعض الوسطاء يفضلون هذا النهج.
1. الوسطاء العقاريين وتوسيع نطاق التسويق العقار – تهاني الشدادي
العمل عن بُعد يمنح الوسيط العقاري فرصة لتوسيع قاعدة عملائه والوصول إلى مناطق وأسواق جديدة دون قيود الموقع الجغرافي. يمكن للوسيط من خلال الإنترنت أن يعرض العقارات لعملاء في مدن مختلفة، بل حتى لدوليين، مما يعزز فرص البيع.
كما أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات الممولة، والمنصات العقارية الرقمية، يُمكّن الوسيط من الترويج بشكل فعال لعروضه العقارية، وجذب عملاء جدد دون الحاجة للتنقل الميداني المستمر. وهذا يمنحهم مرونة في إدارة الوقت والجهد، ويزيد من حجم التفاعل مع السوق العقاري.
توسيع النطاق الجغرافي يعني أيضًا أن الوسيط لن يكون محدودًا فقط بعدد قليل من العروض المحلية، بل يمكنه العمل على مشاريع متعددة في مناطق مختلفة مما يزيد من دخله وفرصه التنافسية. وهذا يُعد خيارًا مثاليًا للوسطاء الذين يمتلكون مهارات عالية في التسويق الرقمي.
2. الوسطاء العقاريين والاعتماد على معلومات موثوقة من المالكين
أحد العوامل التي تجعل العمل عن بُعد ممكنًا هو توفر معلومات دقيقة من مصادرها الأصلية، أي من الملاك أو المطورين. تهاني الشدادي أوضحت أن بعض المسوقات يعتمدن على بيانات موثقة تشمل الصور، مقاطع الفيديو، والمواصفات الدقيقة، ما يُمكنهن من إعداد حملات تسويقية ناجحة.
بشرط التأكد من صحة هذه المعلومات، يمكن للوسيط تقديم عرض تسويقي احترافي دون الحاجة لمعاينة العقار ميدانيًا. وتؤكد تهاني أن الصدق والمصداقية هنا عاملان أساسيان، فلا يمكن تعويض غياب الزيارة الميدانية إلا بمعلومات موثوقة.
وفي حالات كثيرة، يكون المالك متعاونًا في تزويد الوسيط بجميع التفاصيل المطلوبة، بدءًا من المخططات وحتى الفيديوهات التوضيحية. كما يمكن إجراء جولات افتراضية عبر الفيديو مع العملاء، مما يقلل من الحاجة للزيارات الميدانية ويساعد في إتمام الصفقات بشكل أسرع.
هذا النهج يتطلب من الوسيط أن يكون دقيقًا في التحقق من صحة المعلومات، وألا يعتمد على مصادر غير موثوقة. كما يجب أن يوضح للعملاء منذ البداية أنه يسوّق العقار عن بُعد، ويُبرز نقاط القوة في العرض بشكل شفاف.
3. الوسطاء العقاريين وتوفير الوقت والجهد
من أبرز مزايا العمل عن بُعد هو تقليل الحاجة للتنقل المستمر، ما يُسهم في توفير الوقت والجهد، خصوصًا في المدن الكبرى ذات الازدحام المروري. يستطيع الوسيط إدارة عدة ملفات في نفس الوقت، والتواصل مع عدد أكبر من العملاء عبر الهاتف أو الوسائل الرقمية.
كما أن هذا الأسلوب مناسب بشكل خاص للوسطاء الذين لديهم التزامات إضافية أو يفضلون المرونة في العمل، مثل النساء أو من يعملون بشكل جزئي. ومع تطور أدوات الاتصال والتسويق، أصبح بالإمكان إنجاز الكثير من المهام عن بُعد دون أن يؤثر ذلك على جودة الخدمة.
توفير الوقت يعني أيضًا إمكانية التركيز على تطوير المهارات، وحضور ورش العمل والدورات التدريبية، أو إدارة الجوانب الإدارية للعمل بشكل أكثر فاعلية. هذا يوفر للوسيط قدرة أكبر على تنظيم يومه ومهامه، دون أن يشعر بالضغط الناتج عن التنقل أو الالتزامات الميدانية اليومية.
وحتى في حالات العمل المختلط، حيث يجمع الوسيط بين التواجد الميداني والعمل عن بُعد، فإن توفير الوقت يظل من أبرز المزايا التي تجعل هذا النموذج من العمل جذابًا للكثيرين في المجال العقاري.
خلاصة الحديث
العمل عن بُعد في مجال الوساطة العقارية ليس بديلًا كاملًا عن التواجد الميداني، لكنه خيار يمكن أن يكون فعالًا في ظروف معينة إذا تم تنفيذه باحترافية. ومن خلال قصة الوسيطة التي باعت ثلاث شقق وهي في مدينة أخرى، تُظهر تهاني الشدادي أن النجاح لا يرتبط بالموقع بل بالمهارات، والمصداقية، والاعتماد على مصادر معلومات دقيقة.
هذا الأسلوب يوفر للوسيط فرصًا واسعة لتوسيع نطاق عمله، وتحقيق أرباح مجزية، دون أن يكون مقيدًا بمكان أو وقت. لكن في المقابل، يتطلب هذا النموذج التزامًا عاليًا بالدقة والاحترافية، وقدرة على التواصل الفعّال مع الملاك والعملاء عن بُعد.
وفي ختام حديثها في برنامج “سوالف عقار” مع الإعلامي ماجد الثبيتي، شددت تهاني الشدادي على أهمية التوازن بين المرونة والاحتراف، مشيرة إلى أن الوسيط العقاري الناجح هو من يعرف متى يختار التواجد الميداني ومتى يمكنه إدارة عملياته عن بُعد دون أن تتأثر جودة الأداء أو ثقة العملاء به. وأضافت أن العمل عن بُعد قد يكون خيارًا استراتيجيًا ناجحًا إذا ما تم بتخطيط محكم واحترافية عالية، وهو ما يجب أن يطمح إليه كل من يدخل هذا المجال المليء بالفرص والتحديات. كما أوصت بأهمية صقل المهارات الرقمية، وفهم أدوات التسويق الحديثة، واستثمار الوقت في بناء شبكة من العلاقات الموثوقة مع الملاك والمطورين، مما يعزز من فاعلية العمل عن بُعد ويزيد من فرص النجاح المستمر.
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.