المنافسة في الوساطة العقارية أصبحت أحد أبرز مظاهر السوق العقاري الحديث. فمع تزايد أعداد الوسطاء، وتوسع السوق، ودخول التكنولوجيا كأداة تسويقية رئيسية، لم يعد العمل في هذا القطاع كما كان في السابق. وبينما يرى البعض أن المنافسة تعني صراعًا على العملاء والصفقات، يرى آخرون أنها فرصة للتطور، والتميّز، ورفع مستوى الخدمة.
في بودكاست “وضّاح” الذي يقدمه الإعلامي عبدالله معيض، ناقش علي الشهري، رجل الأعمال وعضو اللجنة العقارية في غرفة أبها، واقع المنافسة في مجال الوساطة العقارية، مسلطًا الضوء على إيجابياتها وسلبياتها، وكيف يمكن للوسيط العقاري أن يستفيد منها بدلًا من أن يتأثر سلبًا. ومن خلال رؤيته اتضح أن المنافسة في الوساطة العقارية يمكن أن تكون أداة تطوير فعالة.
ما الذي تضيفه المنافسة لسوق الوساطة العقارية؟
يرى علي الشهري أن المنافسة في الوساطة العقارية لها أثر كبير في رفع جودة الخدمات المقدمة، إذ تدفع كل وسيط لتقديم أفضل ما لديه من أجل الحفاظ على عملائه واكتساب ثقة عملاء جدد. ومن أبرز الفوائد:
- تحفيز على التطوير: المنافسة في الوساطة العقارية تفرض على الوسيط أن يطور أدواته، ويتعلم باستمرار.
- تنوع في العروض: وجود أكثر من وسيط يعني تنوع الخيارات أمام العميل.
- تحسين في التسعير: يحرص كل وسيط على تقديم أفضل عرض ممكن سواء من حيث العمولة أو القيمة.
- تعزيز الابتكار: في طرق العرض، والتصوير، والإعلانات.
- رفع مستوى الاحترافية: الوسطاء يتجهون لتقديم خدمات أعلى جودة للحفاظ على مكانتهم.
“الوسيط الناجح لا يخشى المنافسة، بل يصنع منها دافعًا لتحسين أدائه.” – علي الشهري
بالإضافة إلى ذلك، فإن المنافسة في الوساطة العقارية تشجع على خلق بيئة عمل إيجابية، حيث يسعى كل طرف للنجاح من خلال تقديم قيمة حقيقية للعملاء.
التحديات التي تفرضها المنافسة غير العادلة
في المقابل، حذر علي الشهري من بعض الممارسات التي تندرج تحت ما يمكن تسميته بـ”المنافسة غير العادلة”، والتي تؤثر سلبًا على سمعة المهنة وتضعف ثقة العملاء بالسوق، ومن هذه الممارسات:
- خفض العمولة بشكل غير منطقي: مما يؤدي إلى تقليل جودة الخدمة.
- نشر معلومات غير دقيقة عن العقار لجذب العملاء.
- التعامل غير الأخلاقي مع وسطاء آخرين، كخطف العملاء أو الصفقات.
- إغراق السوق بإعلانات مكررة ومضللة.
- تقديم وعود غير واقعية بشأن العائد الاستثماري.
- التقليل من قيمة منافسين آخرين أمام العملاء.
كل هذه الممارسات تضعف الثقة في الوسطاء وتخلق بيئة تنافسية سلبية، ما يتنافى مع أهداف المنافسة في الوساطة العقارية البناءة.
كيف يمكن للوسيط التميّز وسط المنافسة؟
بدلًا من الانشغال بما يفعله الآخرون، يؤكد علي الشهري على أهمية بناء مسار مهني واضح ومتميز، يقوم على:
- الاحترافية: في التواصل، تقديم المعلومات، الالتزام بالمواعيد.
- المصداقية: لا تبالغ في وصف العقار، وكن صريحًا في عرض العيوب قبل المزايا.
- بناء علاقات طويلة المدى: لا تركز فقط على إغلاق الصفقة، بل على بناء ثقة تدوم.
- التخصص: اختر نوعًا معينًا من العقارات وركّز عليه لتصبح مرجعًا فيه.
- التعلّم المستمر: تابع جديد السوق، وشارك في دورات ومؤتمرات.
- استخدام أدوات رقمية احترافية: مثل التصوير الجوي، الجولات الافتراضية، وكتابة المحتوى التسويقي الذكي.
- التسويق عبر المحتوى: من خلال مشاركة معلومات مفيدة على منصات التواصل تكسب بها ثقة المتابعين.
“الوسيط الذكي لا يقارن نفسه بالآخرين، بل يقارن نفسه بأفضل نسخة ممكنة من أدائه.” – علي الشهري
هذا التوجه يحصن الوسيط من التأثر بالمنافسة في الوساطة العقارية ويجعله دائمًا في موقع القوة.
دور المجتمعات المهنية في تنظيم المنافسة
من أبرز النقاط التي أشار إليها الشهري هي أهمية وجود مجتمعات مهنية تنظم السوق وتضع معايير واضحة للتعامل بين الوسطاء. هذه المجتمعات تُسهم في:
- حفظ الحقوق بين الوسطاء.
- ضمان التزام كل طرف بأخلاقيات المهنة.
- منع التعدي على العملاء أو الصفقات.
- خلق بيئة تشاركية قائمة على الثقة.
- توفير التدريب والتوجيه للوسطاء الجدد.
وقد أطلق علي الشهري مبادرات تهدف لبناء مثل هذه المجتمعات العقارية المهنية، التي تجمع بين المنافسة في الوساطة العقارية والشراكة، وتدعم الوسطاء في بناء علاقات مهنية قائمة على الثقة.
كيف يستفيد السوق من تنظيم المنافسة؟
تنظيم المنافسة في الوساطة العقارية لا يصب في مصلحة الوسطاء فقط، بل في مصلحة السوق العقاري بأكمله. فالسوق المنظم:
- يجذب مزيدًا من المستثمرين.
- يقلل من المشاكل القانونية والنزاعات.
- يسهم في تسريع وتيرة الصفقات.
- يرفع من مستوى الثقة لدى المشترين والمستأجرين.
كل ذلك ينعكس إيجابًا على اقتصاد القطاع العقاري ككل.
خاتمة
المنافسة في الوساطة العقارية ليست مشكلة بحد ذاتها، بل تصبح تحديًا عندما تتحول إلى صراع غير أخلاقي. أما إذا كانت مبنية على أسس مهنية واضحة، فهي فرصة لكل وسيط لتطوير نفسه، وإثبات جدارته، وتحقيق نجاح مستدام.
ما طرحه علي الشهري في بودكاست “وضّاح” مع الإعلامي عبدالله معيض يبين أن المنافسة في الوساطة العقارية ليست عدوًا للوسيط العقاري، بل محفّزًا يدفعه إلى الأمام، شرط أن يُحسن التعامل معها ويجعلها فرصة لا عائقًا.
وفي نهاية المطاف، يبقى التميّز في الوساطة العقارية مرهونًا بالمبادئ التي ينطلق منها الوسيط، ومدى التزامه بأخلاقيات المهنة في سوق مليء بالتحديات والفرص. وكلما ارتفعت معايير العمل، واتسعت دائرة الشفافية، زادت ثقة العملاء، وتقدمت مهنة الوساطة العقارية إلى آفاق أكثر احترافية ونضجًا.
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.