التسويق العقاري يمثل اليوم حجر الزاوية في نجاح الوسطاء، سواء كانوا مبتدئين أو محترفين. في ظل سوق عقاري يتسارع في نموه وتنوعه، أصبح من الضروري على الوسطاء العقاريين تطوير مهاراتهم في التسويق العقاري والاعتماد على أدوات احترافية تضمن جذب العملاء وإتمام الصفقات بفعالية. لم يعد التسويق العقاري يقتصر على نشر إعلان تقليدي، بل تحول إلى علم وفن يعتمد على الفهم العميق للسوق، وتقديم العقار بأسلوب يجذب الأنظار ويكسب الثقة.
في بودكاست “وضّاح” الذي يقدمه الإعلامي عبدالله معيض، استعرض رجل الأعمال وعضو اللجنة العقارية في غرفة أبها، علي الشهري، أبرز العناصر التي يجب أن يركز عليها الوسيط العقاري لضمان تسويق عقاري ناجح ومهني. وبحسب الشهري، هناك أربع ركائز أساسية لا غنى عنها لتحقيق نتائج ملموسة، ويمكن لأي وسيط، سواء كان مبتدئًا أو خبيرًا، أن يستفيد منها لتحسين أدائه ورفع مستوى فعاليته في السوق.
1. المعرفة الدقيقة بالسوق العقاري
أول وأهم عنصر في التسويق العقاري هو فهم السوق المحلي بشكل دقيق. هذا يتضمن معرفة الأسعار السائدة، نوعية الطلب، الفئة المستهدفة، وحتى المشاريع التطويرية المستقبلية في المنطقة.
“كل منطقة لها طبيعتها الخاصة، والمشتري يبحث عمن يفهم هذه الخصوصية ويوجه له العرض الصحيح.” – علي الشهري
المعرفة العميقة تمكّن الوسيط من تقديم العقار بطريقة ملائمة لاحتياجات العميل، وهي خطوة جوهرية في التسويق العقاري الفعّال. فمثلًا، عقار في منطقة عائلية يحتاج إلى تسويق مختلف تمامًا عن عقار موجه لرجال الأعمال أو الشباب. كما أن معرفة المنافسين ونقاط القوة والضعف لديهم تساعد على تقديم عرض أكثر تميزًا.
الاطلاع المستمر على تقارير السوق، ومتابعة التحليلات العقارية، والمشاركة في المؤتمرات والملتقيات العقارية، كلها وسائل تعزز من هذه المعرفة وتُغني أدوات التسويق العقاري الحديث.
2. التصوير الاحترافي والعرض الجذاب
العنصر الثاني يتمثل في أهمية استخدام أدوات العرض البصري في التسويق العقاري بشكل احترافي. يرى علي الشهري أن التصوير السيئ قد يتسبب في فقدان فرص بيع حقيقية حتى وإن كان العقار ممتازًا من حيث الموقع أو التصميم.
التصوير الاحترافي لا يقتصر فقط على استخدام كاميرا جيدة، بل يشمل اختيار الوقت المناسب للتصوير (ضوء النهار الطبيعي)، ترتيب الأثاث بشكل منظم، إزالة العناصر المشتتة، وتقديم صور توضح كل تفاصيل العقار.
“الصورة هي أول نقطة اتصال بين العميل والعقار، وإذا لم تكن مؤثرة، فلن تُقرأ باقي التفاصيل.” – علي الشهري
ينصح أيضًا باستخدام الفيديوهات القصيرة أو الجولات الافتراضية، وهي من أدوات التسويق العقاري الحديثة، خاصة إذا كان الجمهور المستهدف خارج المدينة أو من فئة المستثمرين الدوليين. هذا يعزز الثقة ويمنح العميل تصورًا واقعيًا عن العقار.
ويمكن كذلك إنشاء ملف تسويقي PDF يحتوي على صور، مواصفات، ومميزات العقار لإرساله بسهولة عبر البريد الإلكتروني أو تطبيقات التراسل.
3. صياغة المحتوى التسويقي بدقة واحترافية
المحتوى المكتوب لا يقل أهمية عن الصور، بل هو محور رئيسي في التسويق العقاري الرقمي. يشير علي الشهري إلى أن الوصف الجيد يجب أن يكون دقيقًا وصادقًا وجذابًا.
بدلًا من مجرد ذكر عدد الغرف والمرافق، ينبغي التركيز على أسلوب الحياة الذي يوفره العقار، مثل القرب من المرافق الحيوية، الإطلالة، الهدوء، أو حتى مجتمع السكن المحيط.
“لا تسوّق العقار كجدران وأبواب، بل كحياة وتجربة يمكن للعميل أن يعيشها.” – علي الشهري
كما يُفضل أن تكون اللغة المستخدمة في التسويق العقاري واضحة وخالية من المصطلحات المعقدة، مع استخدام النقاط والعبارات القصيرة لتسهيل القراءة.
ولا بأس أن يتضمن الوصف عبارات مشوّقة توحي بالإقبال المتوقع، مثل: “عقار مميز في حي مرغوب” أو “فرصة استثمارية نادرة” بشرط أن تكون صادقة وغير مبالغ فيها.
4. سرعة التفاعل وبناء علاقة مهنية
الاستجابة السريعة لطلبات واستفسارات العملاء تعكس احترافية الوسيط، وهي من ركائز التسويق العقاري الذكي. علي الشهري يؤكد أن العملاء يُقيّمون الوسيط منذ أول لحظة تواصل، وأن التأخر في الرد قد يؤدي إلى فقدان فرصة البيع.
التفاعل لا يقتصر على الردود السريعة، بل يشمل اللباقة في التواصل، تقديم المعلومة بدقة، المرونة في تحديد مواعيد المعاينة، والمتابعة بعد الزيارة.
كذلك، فإن الحفاظ على علاقة مهنية قوية مع العميل حتى بعد انتهاء الصفقة يفتح الباب لفرص مستقبلية، سواء في شكل توصيات أو صفقات جديدة. وقد يؤدي ذلك إلى بناء شبكة من العملاء المتكررين، مما يقلل الحاجة للبحث الدائم عن عملاء جدد.
عناصر إضافية تعزز النجاح في التسويق العقاري:
إضافة إلى العناصر الأربعة الأساسية، أشار علي الشهري إلى بعض الأساليب المساعدة التي تُكمل عملية التسويق العقاري، ومنها:
- اختيار المنصات المناسبة: ليس كل منصة تصلح لكل عقار. فبعض العقارات تناسب منصات فاخرة، بينما أخرى تناسب الإعلانات الجماهيرية.
- تجديد الإعلان باستمرار: للحفاظ على ظهوره في أعلى نتائج البحث.
- تحليل الأداء: من خلال تتبع عدد المشاهدات، الرسائل، والتفاعل، لتحسين الإعلانات اللاحقة.
- الظهور الشخصي للوسيط: تصوير مقاطع يقدم فيها الوسيط العقار بنفسه يزيد من التفاعل والمصداقية.
خاتمة
في عالم العقارات، التميز في التسويق العقاري هو ما يصنع الفارق بين وسيط عادي وآخر ناجح. تجربة علي الشهري أثبتت أن التركيز على أربع عناصر أساسية: معرفة السوق، العرض الجذاب، المحتوى الاحترافي، وسرعة التفاعل، يمكن أن يحول الإعلان البسيط إلى صفقة رابحة.
الوسيط الذي يمتلك هذه المهارات في التسويق العقاري لا يحقق فقط المبيعات، بل يبني سمعة قوية تُمكنه من التوسع والاستمرار بثبات في سوق متغير ومتطلب. وكما جاء في بودكاست “وضّاح” مع الإعلامي عبدالله معيض، فإن الوساطة العقارية تحتاج إلى احتراف حقيقي، يبدأ من أول إعلان، وينتهي بثقة تبقى طويلاً في ذهن العميل.
والأهم أن هذه العناصر لا تتطلب استثمارًا ضخمًا، بل وعيًا وتفانيًا في تنفيذ التفاصيل بدقة. فمن يتقن هذه المبادئ في التسويق العقاري، يستطيع أن يسوّق أي عقار بثقة، ويصنع فرقًا حقيقيًا في تجربته المهنية.
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.