يبدأ كتاب “حياتي في العقار” للشيخ إبراهيم محمد بن سعيدان بسلسلة من القصص التي لا تقتصر على سرد الأحداث، بل تُقدم دروساً عميقة حول رحلته في عالم العقارات، مستعرضاً كيف أسهمت تجاربه الشخصية والمهنية في تشكيل رؤيته لقطاع العقار. بعد أن استعرضنا القصص الأربع الأولى التي تناولت نشأته وتحدياته المبكرة، ننتقل الآن إلى أربع قصص جديدة تحمل في طياتها دروساً مهمة حول بداية مسيرته العقارية الحقيقية، وكيف بنى ثروته وخبرته.
(5) ريالات فضة في (طاقيتي): بدايات الاستثمار الصغير كما ورد في كتاب حياتي في العقار
في هذه القصة من كتاب حياتي في العقار، يعود الشيخ بن سعيدان إلى فترة شبابه ليروي ذكرياته عن بداياته المتواضعة في عالم الاستثمار. يصف كيف كان يجمع “ريالات فضة” بسيطة ويخبئها في “طاقيته”، وهو تعبير مجازي عن حرصه على المال القليل الذي كان يمتلكه. هذه الريالات الفضية كانت تمثل رأسماله الأول، مهما كان ضئيلاً، والذي كان يطمح من خلاله إلى تحقيق أحلام أكبر.
تُبرز هذه القصة أهمية البدء من الصفر، وتقدير قيمة كل مبلغ مهما كان صغيراً. وتُلقي الضوء على أهمية الادخار المبكر والانضباط المالي، وكيف أن تراكم المبالغ الصغيرة يمكن أن يشكل أساساً لثروة كبيرة في المستقبل. هذه التجربة البسيطة كانت اللبنة الأولى في مسيرة الكاتب نحو أن يصبح أحد أبرز الشخصيات في عالم العقارات، حيث تعلم قيمة المال والجهد المبذول في جمعه والحفاظ عليه.
(6) الأرض الأولى في (الحبونية): أولى خطوات العقاري المحترف
تُعتبر هذه القصة، من كتاب حياتي في العقار، نقطة تحول رئيسية في مسيرة الكاتب العقارية، حيث يروي تفاصيل شراء “الأرض الأولى في الحبونية”. الحبونية كانت إحدى المناطق التي شهدت نمواً وتوسعاً في الرياض، وقد مثل شراء هذه الأرض أول صفقة عقارية حقيقية يقوم بها الكاتب. لم تكن هذه الصفقة مجرد عملية شراء وبيع، بل كانت تجربة تعليمية مكثفة. من خلالها، تعلم الكاتب كيفية البحث عن الفرص الواعدة، وتحليل السوق العقاري، وتقييم الأراضي المحتملة.
كما تضمنت هذه التجربة تحديات التفاوض وإتمام الإجراءات القانونية، مما أكسبه خبرة عملية لا تُقدر بثمن. تُظهر هذه القصة كيف أن اتخاذ الخطوة الأولى، حتى لو كانت محفوفة بالمخاطر، أمر ضروري لتحقيق النجاح. وقد كانت هذه الأرض بمثابة المختبر الأول الذي صقل فيه الكاتب مهاراته العقارية، ومهدت الطريق لصفقات أكبر وأكثر تعقيداً في المستقبل.
(7) (طبيب التخدير) أثار الملك فيصل: القيمة في فهم السياق
في هذه القصة المثيرة من كتاب حياتي في العقار، يسرد الكاتب حادثة تتجاوز حدود العقار لتُسلط الضوء على أهمية فهم السياقات الكبرى، سواء كانت سياسية أو اجتماعية، وكيف تؤثر هذه السياقات على القرارات الاقتصادية. يُروى أن “طبيب التخدير” قام بعمل ما أثار اهتمام الملك فيصل، مما يشير إلى أن الكاتب كان حاضراً أو مطلعاً على أحداث هامة تتجاوز نطاق عمله المعتاد. هذه القصة قد لا ترتبط مباشرة بصفقة عقارية، ولكنها تُشير إلى قدرة الكاتب على ربط الأحداث ببعضها البعض، وفهم التأثيرات غير المباشرة للأحداث السياسية أو الاجتماعية على المناخ الاقتصادي والعقاري. إنها تُبرز أهمية الرؤية الشاملة والوعي بالمتغيرات المحيطة، وهو ما يُعد مهارة أساسية للعقاري الذي يجب أن يراقب الأوضاع العامة لتحليل السوق وتوقع التغيرات المستقبلية.
(8) أرض (المقبرة) جعلتني مليونيراً: رؤية الفرص حيث لا يراها الآخرون
تُعد هذه القصة من أبرز النقاط في مسيرة الكاتب، وتُجسد رؤيته الاستثمارية الفذة كما وردت في كتاب حياتي في العقار. يروي الكاتب كيف أن “أرض (المقبرة)”، وهي أرض قد تبدو غير جذابة أو ذات قيمة منخفضة للوهلة الأولى بسبب موقعها أو استخدامها المحتمل، تحولت إلى مصدر ثروة هائلة بالنسبة له. هذه القصة تُبرز قدرة الكاتب على رؤية الفرص في الأماكن التي يغفل عنها الآخرون، أو التي لا يجرؤون على الاستثمار فيها. إنها تُعلم درساً مهماً في الاستثمار العقاري: أن القيمة ليست دائماً فيما هو واضح ومكشوف، بل تكمن أحياناً في الأصول غير التقليدية أو في الأراضي التي تحتاج إلى رؤية مستقبلية وإعادة تقييم لموقعها أو استخدامها المحتمل.
الكاتب هنا يُظهر، من خلال كتاب حياتي في العقار، كيف أن الجرأة في اتخاذ القرارات، والقدرة على التفكير خارج الصندوق، يمكن أن تؤدي إلى عوائد مالية ضخمة. هذه القصة مثال على كيفية تحويل العائق الظاهري إلى فرصة استثمارية ذهبية.
(9) أزمة العليا وتداعياتها: دروس في إدارة المخاطر
تتناول هذه القصة، كما وردت في كتاب حياتي في العقار، واحدة من التحديات الكبرى التي واجهها الكاتب في مسيرته، وهي “أزمة العليا وتداعياتها”. منطقة العليا في الرياض تُعد من المناطق الحيوية والهامة، وأي أزمة تؤثر عليها يمكن أن يكون لها تداعيات واسعة النطاق على السوق العقاري. يسرد الكاتب في كتاب حياتي في العقار تفاصيل هذه الأزمة، وكيف أثرت على استثماراته وعملياته العقارية.
هذه القصة لا تُركز فقط على حجم الخسائر المحتملة، بل تُسلط الضوء على كيفية تعامله مع الأزمة، والدروس التي تعلمها منها في إدارة المخاطر، والتعافي من الصدمات السوقية. إنها تُقدم نظرة عملية على أهمية التخطيط للطوارئ، وتنويع الاستثمارات، والقدرة على اتخاذ قرارات صعبة في أوقات الشدائد. تُظهر هذه التجربة أن النجاح في العقار لا يقتصر على جني الأرباح، بل يشمل أيضاً القدرة على البقاء والاستمرارية في مواجهة الأزمات والتحديات غير المتوقعة.
ما الفائدة من القصص الأربع للعاملين في العقار؟
تقدم هذه المجموعة الثانية من القصص دروساً حاسمة للعقاريين الطموحين والمحترفين، تتجاوز السرد التاريخي لتُقدم إرشادات عملية:
- أهمية البدء المتواضع والادخار: تُذكّر قصة “ريالات فضة في طاقيتي” العقاريين بأن النجاح المالي الكبير غالبًا ما يبدأ بخطوات صغيرة ومبالغ بسيطة. يجب على المستثمرين الجدد ألا يستهينوا بقوة الادخار والانضباط المالي في تكوين رأس المال الأولي. كل ريال يتم ادخاره بحكمة يمكن أن يصبح أساساً لصفقة عقارية مستقبلية.
- جرأة الخطوة الأولى وتحليل السوق: قصة “الأرض الأولى في الحبونية” تُشدد على أهمية الجرأة في اتخاذ الخطوة الأولى نحو الاستثمار العقاري. العقاريون بحاجة إلى الشجاعة للدخول في السوق، ولكن هذه الشجاعة يجب أن تُدعم بتحليل دقيق للسوق، وفهم لاتجاهات النمو، وتقييم شامل للأصول المحتملة. دراسة الجدوى وتحديد المواقع الواعدة هو مفتاح الصفقة الأولى الناجحة.
- الرؤية الشاملة وتأثير العوامل الخارجية: حادثة “طبيب التخدير أثار الملك فيصل” تُعلم العقاريين أن قطاع العقارات ليس بمعزل عن السياقات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية الأوسع. على العقاري الذكي أن يكون مطلعاً على الأحداث الجارية، وأن يفهم كيف يمكن للقرارات الحكومية، أو التغيرات الديموغرافية، أو حتى الأحداث الدولية أن تؤثر على قيمة العقارات وطلب السوق. الرؤية الشاملة تُمكن العقاري من اتخاذ قرارات استباقية وتوقع المخاطر والفرص.
- اكتشاف القيمة الخفية والتفكير الابتكاري: تُقدم قصة “أرض المقبرة جعلتني مليونيراً” الدرس الأهم: العقاري الماهر هو من يمتلك القدرة على رؤية الإمكانات في الأصول التي يراها الآخرون بلا قيمة أو تحدياً. يتطلب هذا الأمر تفكيراً ابتكارياً، وقدرة على إعادة تصور استخدامات الأراضي، أو تحديد القيمة الكامنة في المواقع التي قد لا تكون تقليدية. هذه الرؤية المتميزة هي التي تُحول الصفقات العادية إلى ثروات استثنائية.
- إدارة المخاطر والتعلم من الأزمات: تُلقي قصة “أزمة العليا وتداعياتها” الضوء على حتمية الأزمات في السوق العقاري وأهمية القدرة على التعامل معها. العقاري الناجح لا يتجنب المخاطر فحسب، بل يُديرها بفعالية من خلال تنويع المحافظ، وتطوير استراتيجيات الخروج، والقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة. كل أزمة هي فرصة للتعلم وتطوير المرونة اللازمة للبقاء والاستمرارية في سوق متقلب.
هذه القصص ليست مجرد حكايات شخصية، بل هي خارطة طريق للعقاريين تُقدم لهم دروساً عملية في الصبر، والرؤية، والجرأة، وإدارة المخاطر، وبناء العلاقات، وهي كلها مكونات أساسية لتحقيق النجاح والاستمرارية في عالم العقارات المتغير.
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.