العقار ليس مجرد أمتار تُباع أو صفقات تُنجز على هامش الاقتصاد. هو الأصل الذي تُقاس بوجوده قوة المدن ونمو المجتمعات ومستوى جودة الحياة. يقال إن الأرض لا تُخلق من جديد، وهذه الحقيقة البسيطة تلخّص سر جاذبيته كأحد أهم محفزات الاقتصاد. كل توسع عمراني يقوده دفع قوي للقطاعات المساندة، وكل مشروع تطوير يسهم في خلق وظائف واستثمارات ودورات مالية جديدة.
عندما يتحدث الخبراء عن خصوصية هذا القطاع، فهم يقصدون تلك العلاقة التبادلية بين حركة الأسواق وتغيّر قيمة الأرض. في بودكاست بترولي يناقش حسين أبو بكر مع الإعلامي أحمد عطار هذه العلاقة بعمق. يرى الضيف أن قيمة الأرض ليست رقماً ثابتاً نضعه في معادلة، بل انعكاس لمدى وضوح الرؤية الاقتصادية للدولة والمجتمع. الأرض في مدينة تنمو تختلف تماماً عن أرض تشهد ركوداً وغياباً للمشاريع، حتى لو كانتا متساويتين في المساحة والموقع.
هذه الفكرة وحدها كافية لتغير طريقة تفكير أي مستثمر: قيمة العقار تُخلق من الاقتصاد، وتكبر معه. لهذا السبب يظل المستثمر الذكي على اتصال دائم بالتحولات الاقتصادية قبل أن ينظر إلى رقم السعر في إعلان البيع.
1. العقار كقاطرة للأنشطة الموازية
النشاط العقاري لا يعمل منفصلاً عن بقية القطاعات، بل يجر خلفه سلسلة ضخمة من الصناعات والمهن:
• ارتفاع الطلب على مواد البناء ومعادن التشطيب والزجاج والألمنيوم
• تنشيط قطاعات التشييد والمقاولات والتصميم والصيانة
• توفير وظائف مستدامة للعمالة والمهندسين والكوادر الفنية
• تحفيز الخدمات اللوجستية والمالية وشركات التأمين والتمويل
هذا التأثير المضاعف (Multiplication Effect) يثبت أن كل استثمار عقاري هو في الواقع استثمار في الاقتصاد الوطني.
2. العقار أساس تشغيل الأنشطة الاقتصادية
لا يمكن لأي نشاط تجاري أو صناعي أن يعمل دون وجود موقع أو منشأة أو مستودع. حتى الخدمات الرقمية تحتاج إلى مراكز بيانات وأبراج اتصالات. لذلك تبقى الأرض قاعدة الانطلاق لكل أشكال النشاط البشري.
3. الاقتصاد يمنح الأرض قيمتها
يطرح الضيف سؤالاً لافتاً:
لماذا كانت الأراضي في الماضي تُباع بمبالغ زهيدة لا تتجاوز المئات؟
الجواب بسيط. لم تكن هناك مشاريع كبرى ولا ازدحام سكاني ولا حركة تجارية واسعة. كانت الأرض كثيرة والطلب عليها محدوداً.
اليوم تغيّر المشهد بالكامل. أصبحت الأرض تمتلك “صرفة” واضحة: سكن، تأجير، تطوير، تمويل، ضمانات. بضخامة الاقتصاد ترتفع قيمة كل متر، وندرة المواقع المتميزة تخلق تنافساً دائماً.
4. الوعي الاقتصادي مفتاح الاستثمار الناجح
النجاح الاستثماري في الأمس كان لمن فهم اقتصاد البلد وإلى أين متجه، لا لمن اشترى أرضاً صدفة. المستثمر الذي يسأل عن المشاريع القادمة والاحتياج المستقبلي هو من يجني المكاسب الكبرى.
لهذا لا بد من تجاوز تحليل الأسعار الحالية إلى تحليل القيمة المستقبلية.
خاتمة
من يرغب في الاستثمار اليوم يحتاج إلى أن يبصر مسار النمو قبل أن يخطو بماله نحو أي صفقة. لا يكفي أن تسأل: بكم هذه الأرض الآن؟ بل يجب أن تسأل: كيف ستكون قيمتها بعد خمس سنوات؟ هل هذه المنطقة ضمن خط التنمية؟ ما نوع النشاط المتوقع؟ هل هناك توسع سكاني أو صناعي سيدفع الطلب؟
هذه الأسئلة هي التي تصنع المستثمر الواثق، الذي يفهم أن السوق لا يتحرك عشوائياً، بل يتطور وفق خطط اقتصادية مدروسة. عندما تتكامل المشاريع الكبرى وتزداد فرص العمل ويكبر الاقتصاد، تتسع خارطة الفرص العقارية تلقائياً.
الأفكار التي طرحها الضيف حسين أبو بكر في برنامج بودكاست بترولي مع الإعلامي أحمد عطار تمنحنا رؤية أوضح لدور العقار كقاطرة تقود الاقتصاد ومحرّك يصنع القيمة، اليوم وفي المستقبل.
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.