في عالم الوساطة العقارية، الذي يشهد تحولات سريعة وتطورات تقنية كبيرة، يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية قد تحل محل الوسيط العقاري البشري. مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع العقاري، يبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الوسيط العقاري؟ الوسيط العقاري يوسف الشريدة، الذي كان ضيفًا في برنامج “سوالف عقار” مع الإعلامي عبد العزيز المهباش، قدّم رؤيته حول هذا الموضوع مشيرًا إلى أن هناك ثلاثة دلائل رئيسية تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع استبدال الوسيط العقاري البشري.
1. العلاقة الإنسانية التي تبني الثقة
من المعروف أن سوق العقارات ليس مجرد مجموعة من المنازل أو الأراضي التي يتم بيعها. بل هو قطاع يواجه فيه الأشخاص قرارات حياتية كبيرة، قد تتعلق بمستقبلهم المالي والعائلي. وهنا تبرز العلاقة الإنسانية بين الوسيط العقاري والعميل كأحد العوامل الجوهرية التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تعويضها. العقار ليس مجرد منتج مادي، بل هو استثمار طويل الأمد بالنسبة للكثير من الأشخاص. وبالتالي، يعزز الوسيط العقاري الثقة لدى العملاء من خلال تقديم استشاراته الشخصية المبنية على معرفته العميقة بالسوق واحتياجات العميل.
يوسف الشريدة، في حديثه، أشار إلى أن العملاء يفضلون العمل مع شخص موثوق يعرفهم شخصيًا ويمكنهم التواصل معه بسهولة لفهم احتياجاتهم ومساعدتهم في اتخاذ القرارات العقارية الصعبة. كما أضاف أن هذه العلاقة تُبنى من خلال الحوار المستمر والشفافية، وهو ما لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تحقيقه. التفاعلات الاجتماعية والتواصل الإنساني هما عنصران أساسيان في النجاح في سوق العقارات، ويمكن للمستثمرين والمشترين أن يثقوا في الوسيط العقاري البشري بشكل أكبر من منصات أو تطبيقات لا تتمتع بالمرونة في التفاعل مع العملاء.
العلاقة الشخصية التي تُبنى بين الوسيط العقاري وعملائه تجعل من الصعب تصور بديل تكنولوجي لهذه الخبرة الإنسانية التي توفرها التفاعلات اليومية. في الحالات التي تحتاج فيها الصفقة إلى تعديل سريع أو رد فعل عاطفي بناءً على المواقف، لا يمكن للأجهزة أو الأنظمة أن تحاكي هذه التفاعلات الشخصية التي تُبنى على الثقة والمصداقية.
2. المهارات الفريدة التي يمتلكها الوسيط العقاري
الذكاء الاصطناعي قد يكون قادرًا على معالجة البيانات وتحليلها، ولكنه لا يستطيع تعويض المهارات الفريدة التي يمتلكها الوسيط . من هذه المهارات، القدرة على التفاوض بذكاء، وفهم نوعية العقارات وجودتها بشكل تفصيلي، كما أشار الشريدة. الوسيط العقاري لا يقدم فقط العقار، بل يضفي عليه طابعًا خاصًا من خلال تفاعله مع العميل ومعرفته الدقيقة بمتطلبات السوق وأفضل الفرص المتاحة. كما أضاف يوسف أن الوسيط العقاري يمتلك القدرة على فهم جودة البناء، تفحص العقار من جميع جوانبه التقنية مثل التشطيبات، التكييف، نظام التهوية، والتفاصيل الأخرى التي قد تكون حاسمة بالنسبة للعميل.
أحد الجوانب الفريدة التي يمتلكها الوسيط العقاري هو القدرة على تقديم استشارات شخصية فيما يخص السوق، والمساعدة في اتخاذ القرارات بناءً على معرفة السوق المحلية. على سبيل المثال، يمكن للوسيط العقاري تحديد ما إذا كان العقار الذي يفكر فيه العميل مناسبًا بالنسبة لموقعه الجغرافي، أو فيما إذا كان السعر معقولًا بالنسبة لحالة السوق في تلك المنطقة. كما يمتلك الوسيط قدرة على التفاوض على الأسعار والشروط، وهو ما يعجز الذكاء الاصطناعي عن تنفيذه بنفس الكفاءة.
كما أن الوسيط العقاري قادر على التأثير في العلاقة بين البائع والمشتري، وتحقيق نتائج أفضل من خلال التدخل في المواقف التي قد تتطلب معالجة بشرية. على سبيل المثال، في حالة وجود خلافات حول السعر أو شروط الصفقة، يمكن للوسيط العقاري استخدام مهاراته في التفاوض للوصول إلى اتفاق مُرضٍ للطرفين. في حين أن الذكاء الاصطناعي يقتصر فقط على إجراء التفاعل القائم على البيانات المتاحة.
3. قصص حية من الوسطاء العقاريين حول أهمية العلاقة الإنسانية في هذه المهنة
أشار يوسف الشريدة إلى أنه قد لا يدرك العديد من الناس أهمية العلاقات الإنسانية في مهنة الوساطة العقارية إلا عندما يتعاملون مع وسيط عقاري موثوق. فالقصص التي يتم تبادلها بين الوسطاء والعائلات التي ساعدوها في شراء أو بيع منزلها تمثل نموذجًا حيًا على أهمية الموثوقية والقدرة على بناء علاقات طويلة الأمد. الوسيط العقاري ليس مجرد شخص يقدم عقارًا للبيع، بل هو الشخص الذي يرافق العميل طوال مسار العملية، ويضمن أن كافة التفاصيل يتم التعامل معها بعناية واحتراف.
في هذا السياق، أشار الشريدة إلى أنه في إحدى المرات، كان يعمل مع عميل على شراء عقار، وفي اللحظة الأخيرة، بدأ العميل في التردد بسبب بعض التفاصيل الصغيرة التي كان الوسيط على دراية بها ولم يلاحظها العميل. تلك اللحظات من التفاعل الإنساني والمشورة الشخصية التي قدمها الوسيط كانت كفيلة بحسم القرار وجعل العميل يشعر بالراحة والثقة في اتخاذ الخطوة التالية. تلك اللحظات لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها أو تقديمها بنفس القدرة.
إضافة إلى ذلك، العلاقات التي يبنيها الوسطاء العقاريون مع العملاء تتجاوز مجرد إتمام صفقة واحدة. غالبًا ما يعود العملاء للوسيط العقاري في المستقبل، أو يوصون به للآخرين. هذه الروابط التي تتجاوز الصفقة العقارية وتستمر لسنوات، تشكل دليلاً على الدور الفعّال للوسيط العقاري في الحياة الشخصية والمهنية للعملاء.
الخلاصة
في النهاية، يظل الوسيط العقاري البشري جزءًا لا غنى عنه في السوق العقاري، رغم التطور الكبير في التقنيات الرقمية. على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تسريع بعض العمليات وتحليل البيانات، فإنه لا يستطيع استبدال العلاقة الإنسانية التي تبنى الثقة، المهارات التي يمتلكها الوسيط العقاري، والقدرة على التعامل مع الحالات الفردية بناءً على الفهم العميق للسوق واحتياجات العملاء. في المستقبل، سيستمر الوسيط العقاري في العمل جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا لتقديم خدمة متكاملة وفعالة، مما يعزز تجربته مع العملاء ويضيف قيمة لا يمكن للذكاء الاصطناعي تحقيقها بمفرده.
لقد أشار يوسف خلال حديثه في برنامج “سوالف عقار” مع الإعلامي عبد العزيز المهباش إلى أن الوساطة العقارية ليست مجرد مهنة، بل هي نمط حياة يعتمد على الشغف الحقيقي، التفاني، والقدرة على التعامل مع مختلف الشخصيات والظروف
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.