الوساطة العقارية اليوم أصبحت من القطاعات الحيوية التي تتطلب مهارات وخبرات متنوعة، إضافة إلى الالتزام بالتطور المستمر في ظل التغيرات السريعة في السوق العقاري الذي لا يهدأ. يدخل العديد من الوسطاء العقاريين هذا المجال من بوابة الخبرات الشخصية، ليكتشفوا أنه ليس فقط مجالًا تجاريًا، بل مسار مهني قادر على تغيير حياتهم. تُعد رحلة عبدالله القرني في هذا المجال مثالاً حيًا على كيفية أن التجربة الشخصية يمكن أن تقود إلى النجاح في هذا القطاع الحيوي.
الخطوة الأولى: التجربة الشخصية كنقطة انطلاق في الوساطة العقارية
بداية عبدالله القرني في المجال لم تكن مخططًا لها، بل جاءت نتيجة بحثه الخاص عن منزل يمتلكه. خلال هذه العملية، واجه تحديات جمّة من حيث البحث، التواصل، وفهم السوق، لكنه لم يكتف بالحلول التقليدية، بل قرر التعمق أكثر في المجال. هذه التجربة فتحت له بابًا جديدًا لم يكن في الحسبان.
ما يميز هذه الخطوة أنها عكست له واقع السوق العقاري من منظور المستهلك، مما جعله يدرك أهمية المعلومات الموثوقة، فهم العقارات، وتحليل الفرص. كثير من الناجحين في مجال الوساطة العقارية انطلقوا من تجارب مشابهة، جعلتهم أكثر قربًا لاحتياجات العملاء وأكثر فهمًا للتحديات التي يواجهها الباحثون عن عقار.
الخطوة الثانية: التعلم المستمر والتأهيل الرسمي عبر المعهد العقاري السعودي
من أبرز النقاط التي شدد عليها عبدالله القرني هي أهمية التأهيل النظامي، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي لعبته هيئة العقار والمعهد العقاري السعودي في تنظيم المهنة.
فبمجرد أن بدأ يشعر بشغف حقيقي تجاه العقار، قرر التوجه نحو المسار النظامي، وحصل على التراخيص الرسمية من الهيئة، وشارك في الدورات التدريبية التي يقدمها المعهد العقاري. هذه الخطوة أكسبته الثقة، وأهلته لممارسة الوساطة العقارية بشكل محترف ومتوافق مع التشريعات الجديدة.
وأكد في حديثه أن العمل في القطاع العقاري الآن لم يعد كسابق عهده؛ بل أصبح مهنة تتطلب التزامًا بالقوانين، ومواكبة للتحديثات المستمرة من قبل الهيئة العامة للعقار. ومن هنا تأتي أهمية الدراسة المنظمة والمستمرة، والتحديث الدوري للمعلومات والمهارات.
الخطوة الثالثة: بناء العلاقات والسمعة الجيدة في السوق
يشير عبدالله القرني إلى أن أحد أكبر الأصول التي يمتلكها الوسيط العقاري ليست العقارات نفسها، بل هي العلاقات. فمن خلال بناء شبكة قوية من العملاء، والملاك، والمستثمرين، يستطيع الوسيط تحقيق صفقات أكبر وأكثر ثقة.
وقد شدد على أهمية الصدق، والالتزام بالمواعيد، والمصداقية في التعامل، معتبرًا أن هذه القيم هي ما يصنع الفرق الحقيقي بين وسيط عادي ووسيط ناجح. كما أكد أن السوق العقاري يعتمد كثيرًا على السمعة، فكل صفقة ناجحة تعني فرصة جديدة، وكل علاقة ناجحة تفتح الباب لعلاقات أخرى.
التحديات التي واجهها عبدالله القرني في بداية مشواره
رغم النجاح الذي حققه، إلا أن عبدالله لم يُخفِ حجم التحديات التي واجهها في بداية طريقه. من أبرزها:
1) مقاومة المجتمع للتغيير:
مع بدء تطبيق التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية، واجه عبدالله صعوبة في إقناع بعض الملاك بعقود الوساطة أو بالحاجة إلى الحصول على رخصة إعلان قبل نشر أي عقار. كثير من الملاك اعتادوا على التعاملات الشفهية وكان من الصعب تغيير هذا النهج.
2) المنافسة غير النظامية:
تحدث عن التحديات التي تسببها المنافسة من وسطاء غير مرخصين، خاصة أولئك الذين يسلكون طرقًا ملتوية للحصول على العملاء، ما يسبب عدم عدالة في السوق.
3) الجهل بالتقنيات الحديثة:
وأشار إلى أهمية التمكن من أدوات التكنولوجيا والمنصات الرقمية التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مهنة الوساطة العقارية الحديثة.
كيف يرى عبدالله القرني مستقبل الوساطة العقارية؟
بحسب عبدالله، فإن مستقبل الوساطة العقارية واعد ومليء بالفرص، ولكن فقط لمن يجيد التكيف مع التغييرات المستمرة.
يعتقد أن السنوات القادمة ستشهد تطورًا كبيرًا في الأدوات، وزيادة في المنافسة، وارتفاعًا في معايير الجودة، ولذلك يجب على كل من يرغب في النجاح في هذا المجال أن يواكب هذه التحولات، سواء على مستوى التقنية أو التشريعات أو حتى متطلبات العملاء.
كما يرى أن الوساطة العقارية لن تنتهي بسبب التكنولوجيا أو المنصات، بل ستتطور. فالعلاقة الإنسانية، والقدرة على قراءة احتياجات العميل، وفهم طبيعة العقار والسوق، أمور لا يمكن للأنظمة الرقمية أن تحل محلها بسهولة.
الخاتمة
عبدالله القرني يقدم نموذجًا حيًا لكيف يمكن للتجربة الشخصية أن تتحول إلى قصة نجاح حقيقية في قطاع الوساطة العقارية. عبر ثلاث خطوات بسيطة لكنها جوهرية – التجربة الواقعية، التأهيل الرسمي، وبناء العلاقات – استطاع أن يحجز لنفسه مكانة في سوق متغير ومليء بالتحديات.
حديثه في برنامج “سوالف عقار” مع الإعلامي عبدالعزيز المهباش لم يكن فقط شهادة على نجاح فردي، بل درس لكل من يسعى للانضمام إلى هذا القطاع. فمهنة الوساطة العقارية، رغم ما قد تبدو عليه من بساطة، تتطلب جهدًا، التزامًا، وتعلمًا مستمرًا.
إذا كنت تفكر في الدخول إلى هذا المجال، فابدأ بالتعلم، وابحث عن الفرص الحقيقية من حولك، وكن صادقًا في كل خطوة. فالنجاح في الوساطة العقارية ليس ضربًا من الحظ، بل نتيجة خطوات مدروسة، وعمل جاد، وعلاقات مبنية على الثقة.
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.