عندما تضرب الأزمات المالية العالمية الشركات الكبرى، يواجه أصحابها اختبارًا حقيقيًا للصمود والابتكار. هذا ما حدث مع داماك العقارية خلال أزمة 2008، التي شكلت واحدة من أصعب المحطات في تاريخ قطاع العقارات في دبي. ومع ذلك، لم تستسلم داماك، بل تحولت إلى نموذج يحتذى به في إدارة الأزمات والخروج منها أقوى من السابق.
في مقابلة مع الإعلامي عبدالله المديفر في برنامج الليوان، تحدث رجل الأعمال حسين سجواني عن التأثير الكبير الذي أحدثته الأزمة المالية العالمية على داماك العقارية، وكيف تمكنت الشركة من إعادة بناء ثقة المستثمرين والعملاء، واستعادة مكانتها في السوق العقاري.
في هذا المقال، سنستعرض:
✔ لماذا كانت دبي الأكثر تضررًا في الأزمة المالية 2008؟
✔ كيف تمكنت داماك العقارية من تقليل الخسائر وإنقاذ استثماراتها؟
✔ ما هي استراتيجيات التعافي التي ضمنت استمرار الشركة ونموها؟
1. لماذا كانت دبي الأكثر تضررًا في الأزمة المالية 2008؟
في عام 2008، بدأت الأزمة المالية العالمية في الولايات المتحدة بعد انهيار بنك ليمان براذرز، مما أدى إلى أزمة سيولة عالمية أثرت على جميع الأسواق، وخاصة قطاع العقارات.
لماذا تأثرت دبي أكثر من غيرها؟
وفقًا لما ذكره حسين سجواني:
“كانت هناك فقاعة في السوق العقاري بدبي قبل 2008، حيث دخل مطورون جدد لا يملكون سيولة كافية، وكانوا يعتمدون على الديون لتمويل مشاريعهم. لكن عندما وقعت الأزمة، انهار كل شيء.”
في 2007، كانت هناك مشاريع ضخمة تعتمد على التمويل بالديون.
عند انهيار السوق، توقف المشترون عن الدفع، ولم يكن لدى بعض الشركات الأموال لاستكمال مشاريعها.
من بين 200 شركة تطوير مسجلة في دائرة الأراضي بدبي، لم يبقَ إلا عدد قليل بعد الأزمة.
“200 مطور كانوا يعملون في دبي قبل الأزمة، وبعدها لم يبقَ سوى عدد قليل، وداماك كانت واحدة منهم.”
2. كيف تمكنت داماك العقارية من تقليل الخسائر وإنقاذ استثماراتها؟
عندما ضربت الأزمة سوق العقارات في دبي، كان لدى داماك العقارية مشاريع ضخمة قيد الإنشاء، والتزامات مالية كبيرة، مما وضعها في موقف صعب. لكن الفرق بين داماك والشركات الأخرى هو أن سجواني كان سريعًا في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الشركة.
الإجراءات التي اتخذها حسين سجواني لإنقاذ داماك:
✔ التفاوض مع البنوك:
- سعى سجواني إلى إعادة جدولة الديون بدلًا من إعلان الإفلاس، حيث تفاوض مع البنوك لتمديد فترات السداد.
- قال: “ذهبت إلى البنوك وقلت لهم بصراحة: وضعي سيئ، وأحتاج إلى إعادة جدولة القروض، فوافقوا.”
✔إعادة التركيز والتعويض للعملاء:
لم يذكر حسين سجواني حرفيًا أنه ألغى مشاريع غير ضرورية، لكنه تحدث بوضوح عن إعادة التركيز والتعويض للعملاء في مشاريع رئيسية أكثر أهمية وأفضل موقعًا. “قلنا للمشترين: بدل أن تنتظروا في مشروع متعثر، سنعطيكم عقارًا في موقع أفضل مع تخفيض 15-20%.”
✔ خفض التكاليف التشغيلية:
- قامت الشركة بتخفيض عدد الموظفين من 1800 إلى 450 موظفًا، لضبط التكاليف وضمان استمرارية الأعمال.
- “اضطررنا لتسريح 1000 موظف لأن السوق لم يعد قادرًا على استيعاب هذه الأعداد بعد الأزمة.”
✔ تعويض العملاء وإعادة هيكلة الصفقات:
- قدمت داماك عروضًا للعملاء الذين اشتروا في مشاريع متعثرة، حيث عرضت عليهم استبدال عقاراتهم بأخرى في مواقع أفضل.
- “قلنا للمشترين: بدل أن تنتظروا في مشروع متعثر، سنعطيكم عقارًا في موقع أفضل مع تخفيض 15-20%.”
3. استراتيجيات التعافي والنهوض بالشركة بعد الأزمة
بعد مرور 6 أشهر صعبة للغاية، بدأ السوق في الاستقرار تدريجيًا، وتمكنت داماك العقارية من إعادة بناء ثقة المستثمرين والعملاء.
كيف استعادت داماك قوتها بعد الأزمة؟
✔ إعادة إطلاق المشاريع بطريقة أكثر استدامة:
- بعد الأزمة، بدأت دبي في تنظيم السوق العقاري بشكل أفضل، ومن ذلك إطلاق نظام حساب الضمان العقاري (Escrow Account)، الذي يضمن أن أموال المشترين تُستخدم فقط في بناء المشروع الذي دفعوا فيه.
✔ التركيز على التدفقات النقدية بدلاً من الديون:
- تعلم سجواني درسًا مهمًا من الأزمة، وهو أهمية إدارة التدفقات النقدية بحكمة.
- قال: “الشركات لا تفلس بسبب الخسائر، بل بسبب نقص السيولة. لهذا السبب، أصبحت أراقب التدفقات النقدية أسبوعيًا وبنفسي.”
✔ التوسع المدروس في الأسواق الدولية:
- بعد الأزمة، بدأت داماك في تنويع استثماراتها عالميًا، حيث أطلقت مشاريع في السعودية، قطر، الأردن، وحتى لندن والولايات المتحدة.
✔ تعزيز مكانة العلامة التجارية:
- ركزت داماك على إعادة بناء سمعتها وثقة المستثمرين من خلال تقديم مشاريع أكثر فخامة وتميزًا، وعقد شراكات مع علامات تجارية عالمية مثل فيرساتشي وفندي وكافالي.
فيما يتعلق بالاستثمار العالمي ومشروع الجولف مع دونالد ترامب، لم يربط حسين سجواني هذا المشروع تحديدًا بالأزمة المالية لعام 2008 في المقابلة، بل تم ذكره كجزء من استراتيجية داماك في التوسع الدولي لاحقًا لتعزيز مكانة الشركة عالميًا.
“تعلمنا أن الشركات التي تبتكر وتتكيف مع التحديات هي التي تنجو وتنجح في النهاية.”
الخاتمة: كيف خرجت داماك أقوى من أزمة 2008؟
بينما انهارت العديد من الشركات العقارية في دبي بسبب الأزمة المالية العالمية 2008، تمكنت داماك العقارية من النجاة ليس بالحظ، بل بالقرارات الجريئة والإدارة الذكية للأزمة.
في مقابلة حسين سجواني مع الإعلامي عبدالله المديفر في برنامج الليوان، أشار إلى أن الأزمات جزء من دورة الأعمال، ولكن النجاح يعتمد على القدرة على التكيف واتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب.
أهم الدروس من تجربة داماك في أزمة 2008:
✔ الإدارة الذكية للأزمات تحدد من ينجو ومن يفشل.
✔ التدفقات النقدية أهم من الأرباح، فالشركات لا تفلس بسبب الخسائر بل بسبب نقص السيولة.
✔ التفاوض مع البنوك وإعادة جدولة الديون أفضل من الاستسلام.
✔ إلغاء المشاريع غير الضرورية يمكن أن يكون مفتاح البقاء.
✔ بناء الثقة مع العملاء والمستثمرين يساعد على التعافي بشكل أسرع.
اليوم، وبعد أكثر من 15 عامًا على الأزمة المالية العالمية، أصبحت داماك واحدة من أقوى شركات التطوير العقاري في الشرق الأوسط، وهو دليل على أن الإدارة الجيدة يمكن أن تحول الأزمات إلى فرص للنمو والابتكار.
تم استعراض هذه القصة خلال مقابلة حسين سجواني مع الإعلامي عبدالله المديفر في برنامج الليوان.
نحن في شبكة عقار، كمنصة مرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأهمية اختيار المنصة المناسبة لتحقيق أفضل النتائج لأعمالك. نقدم لك مجموعة شاملة من الخدمات التي تدعم نجاحك في السوق العقاري:
- باقات المطورين والمستثمرين
- عضويات المؤسسات العقارية والوسطاء العقاريين
- خدمات التصوير والإنتاج العقاري الاحترافي
- خدمات التصميم والتسويق وصناعة المحتوى
- الخدمات التقنية المتكاملة
- توثيق العقود الإيجارية الإلكترونية من منصة إيجار
كما ندعوك لزيارة مدونتنا للحصول على المزيد من المعلومات حول التسويق العقاري وأحدث أخبار السوق العقاري.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب للحصول على استشارتك الخاصة والإجابة على استفساراتك مباشرة من خلال رقم الواتساب .تذكر دائمًا أن شعارنا في شبكة عقار هو: “التفاصيل علينا، والصفقات عليك“. ابدأ الآن وحقق أفضل النتائج مع خدماتنا المتكاملة!