علي الشهري ليس مجرد وسيط عقاري ناجح، بل هو نموذج حيّ لرائد أعمال بدأ من الصفر، وشق طريقه في سوق مليء بالتحديات. الوسطاء العقاريون هم أحد أهم عناصر السوق العقاري، فهم الجسر الحقيقي بين البائع والمشتري، وبين العرض والطلب. والدخول في عالم الوساطة العقارية ليس مجرد قرار مهني، بل هو بوابة لسوق ضخم تتقاطع فيه الفرص بالتحديات، ويحتاج فيه المبتدئ إلى أكثر من مجرد طموح. في ظل تطور السوق العقاري وازدياد حجم المنافسة، أصبحت الحاجة ماسة لفهم واقعي لطبيعة العمل في الوساطة، خاصةً لأولئك الذين يخطون خطواتهم الأولى في هذا المجال.
في بودكاست “وضّاح” الذي يقدمه الإعلامي عبدالإله الوادعي من إذاعة شيم، يروي رجل الأعمال وعضو اللجنة العقارية في غرفة أبها، علي بن محمد الشهري، تجربته الملهمة في دخول عالم الوساطة العقارية، حيث انطلق من الصفر دون أن يكون لديه خلفية أو خبرة مسبقة في المجال. قصة علي الشهري تقدم نموذجًا عمليًا لأي مبتدئ يرغب في الدخول بثقة إلى هذا القطاع، وهي تؤكد أن النجاح في العقار يبدأ من الميدان وليس من النظريات.
من الميدان مباشرة: كيف بدأت الرحلة؟
علي الشهري بدأ مسيرته في الوساطة العقارية دون امتلاك أي علاقات قوية أو رأس مال، بل من خلال الاعتماد على التعلّم الميداني، ومراقبة السوق، والانخراط في التفاصيل. لم يكن يدّعي المعرفة، بل تعلّم من أخطائه، واعتمد على الصبر في بناء شبكته المهنية.
قال الشهري: “أول مرة دخلت السوق، ما كان عندي أي فكرة. جلست أراقب، أتعلم، وأدوّن ملاحظاتي عن سلوك السوق، طريقة الوسطاء، كيف يتكلمون، متى يسوّقون، ومن يستمع إليهم.”
هذا التدرج البسيط كان أحد أسرار نجاحه، لأنه بنى معرفته على تجربة واقعية وليست نظرية. وقد اعترف في المقابلة بأنه كان يستغرق ساعات في الاستماع والنقاش والتفاعل، حتى وصل إلى مرحلة يمكنه فيها تقديم عرض عقاري بثقة واحترافية.
البداية: المهارات التي يجب أن تكتسبها
وفقًا لتجربة الشهري، فإن الوسيط العقاري يحتاج إلى اكتساب 3 مهارات رئيسية في البداية:
- الاستماع والتعلّم: الدخول إلى السوق بعقلية المتعلم وليس البائع. فهم ما يطلبه السوق، كيف يفكر العملاء، وما هي نقاط القوة التي يبحث عنها المستثمرون.
- بناء العلاقات باحتراف: العلاقة في الوساطة ليست سطحية. يجب أن يكون الوسيط صادقًا، ملتزمًا، ويحترم الوقت والاتفاقات. المصداقية هي مفتاح النجاح.
- الاحتراف في تقديم العقار: من الضروري معرفة تفاصيل العقار، المنطقة، طبيعة البنية التحتية، والخدمات المحيطة. كما يجب على الوسيط أن يكون صريحًا بشأن المميزات والعيوب.
البيئة المناسبة للتعلم
أشار علي الشهري إلى أن أول ما فعله هو الانضمام إلى مجتمعات وسطاء عقاريين محترفة عبر مجموعات واتساب مغلقة، تتيح له متابعة السوق من الداخل، وتعلم آليات التسويق، والتفاوض، ومعالجة الاعتراضات.
“ما كنت أشارك كثير، لكن كنت أقرأ كل رسالة وأشوف كيف يجاوب الوسيط، وكيف يتم تسويق العرض.” – علي الشهري
هذا النمط من التعلم بالملاحظة مكّنه من فهم السوق بسرعة، واكتساب لغة الوساطة وأساليب التواصل. وهو يؤكد أن المبتدئ لا يحتاج دائمًا إلى دورات مكلفة أو شهادات دولية بقدر ما يحتاج إلى عقلية تحليلية وانضباط في التعلم.
لا تبدأ بدون تنظيم
من أبرز النقاط التي شدد عليها الشهري، أن الوساطة العقارية لا يمكن أن تستمر بشكل عشوائي. لا بد من التوثيق، احترام النسب، وتحديد الأدوار بين الوسطاء.
“من البداية، لازم الوسيط يعرف حقوقه وواجباته. إذا ما نظّم شغله، بيضيع حقه في السعي، وبيخسر ثقة العملاء.”
البعض يعتقد أن البدايات لا تحتاج إلى تنظيم، ولكن الواقع أن الوسيط الذي لا يوثق اتفاقاته، أو يدخل في صفقات غير واضحة، سيكون أول من يخسر عند حدوث نزاع. التنظيم لا يعني التعقيد، بل يعني الوضوح والاستمرارية.
5 خطوات عملية للبدء في الوساطة العقارية
- التسجيل في منصة عقارية مرخصة مثل “وسيط” أو هيئة العقار.
- تعلم الأساسيات من خلال الدورات المعتمدة أو بودكاستات متخصصة.
- المشاركة في مجتمعات وسطاء، ومتابعة الصفقات والعروض بشكل منتظم.
- التدرّج في التعامل، بدءًا من الصفقات الصغيرة وتوسيع الشبكة تدريجيًا.
- توثيق كل اتفاق بشكل رسمي، حتى في أبسط العمليات، لتفادي الخلافات.
تجارب ميدانية إضافية
من المواقف التي شاركها علي الشهري، أنه في بداية مسيرته كان يذهب بنفسه إلى الأحياء، يلتقي بالملاك، ويستعرض العقارات مباشرة. لم ينتظر أن تأتيه الفرص، بل صنعها بنفسه. كما أشار إلى أهمية استخدام الأدوات الرقمية، مثل تصوير العقار بشكل احترافي، وكتابة وصف دقيق عند النشر.
واحدة من التجارب التي تعلّم منها كثيرًا كانت عندما دخل في صفقة بدون توثيق، وخسر السعي بعد أن أنجز العمل كاملًا. هذه التجربة دفعته لاحقًا لأن يُلزم نفسه بتوثيق كل شيء، مهما بدا بسيطًا.
خاتمة
تجربة علي بن محمد الشهري في دخول عالم الوساطة العقارية تُظهر أن النجاح في هذا المجال لا يتطلب رأس مال كبيرًا، بل يتطلب عقلية مرنة، التزامًا أخلاقيًا، ورغبة حقيقية في التعلّم من السوق.
من خلال ملاحظاته الدقيقة، واستيعابه لتفاصيل السوق، وبنائه لعلاقات قائمة على الثقة والخصوصية، استطاع الشهري أن يكون نموذجًا يُحتذى به في كيفية الدخول إلى عالم العقارات بخطوات مدروسة ومهنية. وقد أكد أن كل وسيط جديد يستطيع النجاح إذا بدأ بالتعلم الميداني، التوثيق الدقيق، والعمل ضمن مجتمع احترافي منظم.
في حديثه عبر بودكاست “وضّاح” مع الإعلامي عبدالإله الوادعي، أثبت أن البدايات المتواضعة يمكن أن تقود إلى مسارات احترافية، متى ما كانت مصحوبة بإصرار، ورؤية واضحة، واحترام لقيم العمل العقاري، خصوصًا في سوق يتطور يومًا بعد يوم ويتطلب وسطاء على قدر من الوعي والمسؤولية.
نحن في شبكة عقار، كمنصة مرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأهمية اختيار المنصة المناسبة لتحقيق أفضل النتائج لأعمالك. نقدم لك مجموعة شاملة من الخدمات التي تدعم نجاحك في السوق العقاري:
- باقات المطورين والمستثمرين
- عضويات المؤسسات العقارية والوسطاء العقاريين
- خدمات التصوير والإنتاج العقاري الاحترافي
- خدمات التصميم والتسويق وصناعة المحتوى
- الخدمات التقنية المتكاملة
- توثيق العقود الإيجارية الإلكترونية من منصة إيجار
كما ندعوك لزيارة مدونتنا للحصول على المزيد من المعلومات حول التسويق العقاري وأحدث أخبار السوق العقاري.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب للحصول على استشارتك الخاصة والإجابة على استفساراتك مباشرة من خلال رقم الواتساب .تذكر دائمًا أن شعارنا في شبكة عقار هو: “التفاصيل علينا، والصفقات عليك“. ابدأ الآن وحقق أفضل النتائج مع خدماتنا المتكاملة!