علي الشهري، رجل الأعمال وعضو اللجنة العقارية في غرفة أبها، يعد من أبرز الأسماء التي ساهمت في تطوير مهنة الوساطة العقارية عبر مبادرات مجتمعية احترافية. من خلال عمله الميداني، وسعيه المستمر لتنظيم السوق، استطاع الشهري أن يطرح تجربة فريدة في بناء مجتمعات وسطاء عقاريين تعتمد على المهنية، الشفافية، والتعاون.
مع تطور مهنة الوساطة العقارية وتوسع نطاق العاملين فيها، بدأت تظهر تحديات جديدة تتعلق بالمجتمعات المهنية التي تجمع الوسطاء العقاريين تحت مظلة واحدة. هذه المجتمعات – سواء كانت منصات رقمية أو مجموعات تواصل مغلقة – يفترض أن تقدم بيئة داعمة لتبادل الخبرات، تنظيم التعاون، وزيادة الاحترافية. لكن في الواقع، تعاني العديد من هذه المجتمعات من مشكلات تهدد قيمتها وفعاليتها، وتؤثر على أهدافها في بناء شبكات مهنية قوية ومستدامة.
في بودكاست “وضّاح” مع الإعلامي عبدالله معيض، تحدث علي الشهري عن تجربته في تأسيس مجتمعات وسطاء عقاريين مهنية، وسلط الضوء على أهم ثلاث مشاكل تواجه هذه المجتمعات، بالإضافة إلى الحلول التي ساعدته على تجاوزها وتعزيز روح التعاون بين الوسطاء.
1. ضعف الخصوصية وضياع الثقة
أحد أبرز التحديات التي تؤثر على مجتمعات الوسطاء العقاريين هو غياب الخصوصية. فالكثير من الوسطاء يترددون في مشاركة بيانات العقارات أو معلومات الصفقات خشية سرقتها أو استخدامها بطريقة غير مهنية من قبل أطراف غير موثوقة.
“لا يمكن أن تنمو هذه المجتمعات إذا لم يشعر الوسيط بالأمان عند مشاركة معلومة.” – علي الشهري
الخوف من تسريب معلومات أو انتهاك حقوق الملكية للمعلومات العقارية يجعل البعض يحجم عن التفاعل والمشاركة. وهذا يضر بالفائدة المرجوة من هذه المجتمعات، التي يفترض أن تقوم على الثقة والشفافية.
الحل:
اقترح علي الشهري بناء مجتمعات مغلقة يتم الدخول إليها من خلال دعوات محددة، مع وضع قواعد صارمة تحافظ على سرية البيانات وتمنع إساءة استخدامها. كما شدد على أهمية وجود مشرفين مهنيين يتابعون المحتوى ويتدخلون عند أي تجاوز، إضافة إلى فرض عقوبات على من يخرق القواعد.
2. الفوضى في تبادل العقارات وعدم وجود تنظيم
غياب التنظيم داخل المجموعات يؤدي إلى تكرار العقارات، نشر معلومات غير دقيقة، أو حتى تداخل بين الوسطاء على نفس الصفقة. هذه الفوضى تُضعف من فعالية المجتمعات وتؤثر على سمعة أعضائها أمام العملاء.
بعض المجتمعات تسمح لأي وسيط بنشر إعلان دون تحديد هوية واضحة أو تفاصيل دقيقة، مما يفتح المجال أمام العشوائية والممارسات غير المهنية. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى ضياع الفرص الاستثمارية أو إثارة النزاعات بين الوسطاء.
الحل:
تجربة علي الشهري اعتمدت على نموذج واضح لإدارة هذه المجتمعات، من خلال تنظيم طريقة عرض العقار، تحديد معلومات إلزامية لكل إعلان (مثل رقم القطعة، موقع العقار، السعر، حالة الصك، نوع الاستخدام)، ومنع تكرار العروض لنفس العقار. كما دعا إلى استخدام منصات إلكترونية مساندة تسهّل التوثيق وتنظيم المحتوى.
كما أوصى باستخدام جداول بيانات موحدة، وقوالب جاهزة للإعلان، تضمن الاحترافية، وتقلل من فرص حدوث لبس أو تكرار. وهذا يعزز من كفاءة التفاعل بين الأعضاء.
3. غياب التقييم والفرز بين الوسطاء العقاريين
من المشاكل الجوهرية أن هذه المجتمعات تضم وسطاء محترفين وآخرين لا يملكون الخبرة أو الالتزام المهني، مما يخلق فجوة في مستوى الخدمة، ويؤثر على ثقة العملاء. ويصعب في بعض الأحيان التمييز بين الوسيط الجاد والمحترف، وبين من يفتقر للحد الأدنى من الالتزام.
التعامل العشوائي وعدم وجود آلية تقيّم الأداء، يضعف من القيمة السوقية للمجموعة، ويجعل الأعضاء الأكثر التزامًا أقل حماسة للمشاركة، مما يهدد مستقبل المجتمع نفسه.
الحل:
أوصى علي الشهري بضرورة إنشاء آلية تقييم داخلية تعتمد على الأداء، مدى الالتزام، وعدد الصفقات المنجزة. هذه الآلية تساعد على تمييز الملتزمين، وتعزز مبدأ الشفافية والاحتراف، وتمنح الثقة للعملاء الراغبين في التعاون مع وسطاء من داخل المجتمع.
يمكن أيضًا تقديم شارات أو تصنيفات مهنية للأعضاء النشطين، وإتاحة الفرص التدريبية لمن يحتاج إلى تطوير مهاراته. وهذا من شأنه أن يرفع من مستوى جميع الأعضاء ويخلق بيئة أكثر تكاملًا.
أهمية المجتمعات المهنية في تطوير الوساطة العقارية
رغم هذه التحديات، يرى علي الشهري أن مجتمعات الوسطاء العقاريين تمثل ركيزة أساسية للنهوض بالمهنة، بشرط أن تُدار بأسلوب احترافي وتحت مظلة تنظيمية واضحة. من خلال هذه المجتمعات يمكن:
- تبادل المعرفة والخبرات بين الأعضاء.
- تنسيق الجهود في تسويق العقارات.
- خلق بيئة من الثقة والاحترام المتبادل.
- تعزيز قيمة السعي المهني وتنظيم آليات التحصيل.
- دعم المهنيين الجدد ورفع مستوى كفاءتهم.
هذه المجتمعات يمكن أن تتحول إلى منصات متخصصة تواكب التحول الرقمي، وتساهم في تسريع الصفقات العقارية، وربط الوسطاء بالمستثمرين والمطورين العقاريين.
خاتمة
تجربة علي الشهري في تأسيس مجتمعات مهنية للوسطاء العقاريين لا تقتصر على كونها نموذجًا ناجحًا، بل تمثل رؤية واضحة لما يمكن أن تكون عليه المهنة إذا ما تم دعمها وتنظيمها بالشكل المناسب.
مجتمعات الوسطاء العقاريين تملك إمكانات هائلة للنهوض بالمهنة، لكن نجاحها يعتمد على قدرتها في تجاوز ثلاث مشكلات رئيسية: ضعف الخصوصية، غياب التنظيم، وانعدام التقييم المهني. تجربة علي الشهري كما جاءت في بودكاست “وضّاح” مع الإعلامي عبدالله معيض، تقدم خارطة طريق لبناء مجتمعات احترافية تعزز من قيمة الوساطة العقارية وتعيد لها مكانتها كركيزة أساسية في المنظومة العقارية.
بناء مجتمعات مهنية ناجحة لا يتحقق بمجرد جمع الأفراد، بل بوضع نظام يُلزم الجميع بمعايير أخلاقية ومهنية واضحة، وبخلق بيئة داعمة تضمن تطور الوسيط واحترام دوره. عندما تتحقق هذه الشروط، تصبح المجتمعات العقارية أداة قوية للتنظيم والنمو والتأثير الإيجابي في السوق، وتكون نموذجًا يُحتذى به في بقية التخصصات العقارية. ولا شك أن قيادة مهنية مثل علي بن محمد الشهري تمثل حجر الأساس في بناء هذه الرؤية وتحقيقها على أرض الواقع.
نحن في شبكة عقار، كمنصة مرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأهمية اختيار المنصة المناسبة لتحقيق أفضل النتائج لأعمالك. نقدم لك مجموعة شاملة من الخدمات التي تدعم نجاحك في السوق العقاري:
- باقات المطورين والمستثمرين
- عضويات المؤسسات العقارية والوسطاء العقاريين
- خدمات التصوير والإنتاج العقاري الاحترافي
- خدمات التصميم والتسويق وصناعة المحتوى
- الخدمات التقنية المتكاملة
- توثيق العقود الإيجارية الإلكترونية من منصة إيجار
كما ندعوك لزيارة مدونتنا للحصول على المزيد من المعلومات حول التسويق العقاري وأحدث أخبار السوق العقاري.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب للحصول على استشارتك الخاصة والإجابة على استفساراتك مباشرة من خلال رقم الواتساب .تذكر دائمًا أن شعارنا في شبكة عقار هو: “التفاصيل علينا، والصفقات عليك“. ابدأ الآن وحقق أفضل النتائج مع خدماتنا المتكاملة!