رسوم الأراضي البيضاء

رسوم الأراضي البيضاء: 5 شرائح تحدد نسب الرسوم السنوية

رسوم الأراضي البيضاء تعتبر من أبرز الأدوات التنظيمية التي أطلقتها المملكة  بهدف تحقيق الاستقرار والتوازن في القطاع العقاري، ودفع عجلة التنمية العمرانية بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030. إن فلسفة هذا البرنامج تقوم على مبدأ بسيط وفعال: تحويل الأراضي الخاملة إلى أصول منتجة تُساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقد أثار البرنامج منذ إطلاقه العديد من التساؤلات بين المطورين، والمستثمرين، والوسطاء العقاريين. للإجابة على هذه التساؤلات، توفر وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان إيضاحات تفصيلية تُبين آليات تطبيق الرسوم، ومعاييرها، وتفاصيل احتسابها.

المنطق وراء تطبيق رسوم الأراضي البيضاء : معايير ديناميكية لتقييم السوق

تطبيق رسوم الأراضي البيضاء ليس إجراءً عشوائيًا أو مرتبطًا بجدول زمني محدد مسبقًا، بل يخضع لتقييم دقيق وواقعي للسوق العقاري في كل مدينة على حدة. إن هذه المرونة هي ما تجعل البرنامج أداة فعالة تتكيف مع احتياجات كل منطقة. تُطبق الرسوم على أي مدينة أو نطاق جغرافي عند توفر واحدة أو أكثر من المعايير التي نصت عليها اللائحة التنفيذية، وتُشكل هذه المعايير أساسًا لعملية اتخاذ القرار:

  1. فجوة العرض والطلب في الأراضي المطورة: يُعد هذا المعيار أهم مؤشر على وجود حاجة ملحة للتدخل. عندما يفوق الطلب على الأراضي المطورة المعروض منها، تنشأ فجوة تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير منطقي. في هذه الحالة، يصبح فرض الرسوم ضروريًا لتحفيز ملاك الأراضي على طرحها في السوق، مما يسد الفجوة ويوفر أراضي جديدة للمشاريع السكنية والتجارية.
  2. ارتفاع نسبة الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني: يُعكس هذا المعيار مدى كفاءة استغلال الأراضي المتاحة للتوسع. عندما تُشكل الأراضي غير المطورة نسبة كبيرة من النطاق العمراني للمدينة، فإن ذلك يؤدي إلى تشتت الخدمات والبنية التحتية، وزيادة تكلفة التطوير على الدولة. الرسوم هنا تهدف إلى توجيه التنمية نحو استغلال هذه المساحات بفعالية.
  3. نقص المعروض من الأراضي المطورة: يرتبط هذا المعيار بالفجوة بين العرض والطلب ولكنه يركز على الجانب الكمي. إذا كانت الأراضي المطورة المعروضة للبيع محدودة بشكل كبير، فإن ذلك يُعطي مبررًا واضحًا لتطبيق الرسوم لزيادة حجم المعروض، مما يمنع الاحتكار ويوفر فرصًا أكبر للمطورين.
  4. احتكار الأراضي البيضاء وعدم تطويرها: تُعد هذه الظاهرة أحد أكبر التحديات التي تواجه أي سوق عقاري. عندما يقوم عدد قليل من الملاك بتجميد قطع كبيرة من الأراضي بغرض المضاربة، فإنهم يعرقلون عجلة التنمية. الرسوم هنا تعمل كرادع وعقوبة اقتصادية، حيث تفرض تكلفة سنوية على الاحتكار، مما يدفع الملاك إما إلى التطوير أو البيع.
  5. التضخم في أسعار العقارات: عندما ترتفع أسعار الأراضي والوحدات السكنية بشكل مبالغ فيه، يُصبح تملك المسكن صعبًا على شريحة واسعة من المواطنين. في هذه الحالة، تُستخدم الرسوم كأداة لتصحيح مسار الأسعار من خلال زيادة المعروض من الأراضي، وبالتالي تقليل الضغط التضخمي.
  6. أولويات التطوير العمراني: تأخذ آلية التطبيق في الاعتبار الخطط الاستراتيجية لكل مدينة. إذا كانت هناك مناطق محددة ذات أولوية للتطوير السكني أو التجاري، فإن الرسوم تُفرض عليها لضمان أن تتماشى عملية التطوير مع الرؤية العامة للمدينة، وتُسهم في تحقيق أهدافها التنموية.

احتساب رسوم الأراضي البيضاء : نسب وتفاصيل دقيقة

تُفرض الرسوم على الأراضي البيضاء كنسبة سنوية من قيمتها السوقية، وتختلف هذه النسبة بناءً على شرائح محددة تعكس أولويات التطوير العمراني في كل منطقة. هذا النظام متعدد الشرائح يعكس منهجًا عادلًا وذكيًا في توجيه الاستثمار نحو المناطق التي هي في أمس الحاجة للتطوير. هذه الشرائح هي:

  • 10% للشرائح ذات الأولوية القصوى، والتي عادة ما تكون في قلب النطاق العمراني وتشكل عصب التنمية.
  • 7.5% للشرائح ذات الأولوية العالية، وهي مناطق ذات أهمية استراتيجية للتوسع العمراني.
  • 5% للشرائح ذات الأولوية المتوسطة، وهي مناطق تُشجع على التنمية التدريجية.
  • 2.5% للشرائح ذات الأولوية المنخفضة، والتي تُعتبر مناطق نمو مستقبلي.

أما الشريحة الخامسة (خارج نطاق الأولويات)، فلا يُفرض عليها رسم سنوي، ولكن يتم احتسابها ضمن مجموع الأراضي المملوكة للمكلف داخل نطاق المدينة.

أوضحت الوزارة أن اللائحة التنفيذية لم تُحدد أي حد أدنى أو أعلى لمبلغ الرسم، حيث يتم احتسابه دائمًا كنسبة مئوية من قيمة الأرض المُقدّرة. هذا يؤكد أن المبلغ المستحق يعتمد بشكل مباشر على قيمة الأصل، مما يضمن العدالة والشفافية في التطبيق.

إيضاحات رسوم الأراضي البيضاء حول ملكية الأراضي والتطوير

يُقدم البرنامج إيضاحات مهمة حول جوانب مختلفة من الملكية والتطوير لضمان عدم وجود أي التباس:

  • الرسوم على الأراضي ذات الملكية المشتركة أو الموروثة: في هذه الحالة، يتم احتساب الرسم على كل مالك بحسب حصته من ملكية الأرض. هذا يعني أن كل شريك أو وريث مسؤول عن حصته فقط، حتى لو لم يتم تقسيم الأرض. هذه الآلية تضمن عدم تحميل أحد الشركاء مسؤولية شركاء آخرين، وتُسهل من عملية تحصيل الرسوم.
  • الأراضي غير المخدومة: يُطبق الرسم على كل الأراضي البيضاء الواقعة داخل النطاق المعلن في إعلان المدينة. ورغم أن هذه الأراضي قد لا تكون مخدومة بالكامل، إلا أن عامل توافر الخدمات العامة للأرض يُؤخذ في الاعتبار عند تقدير قيمتها السوقية. هذا يعني أن عدم وجود خدمات لا يعفي من الرسوم بشكل كامل، بل قد يؤثر على قيمة التقدير، مما يحفز الملاك على المطالبة بتوفير الخدمات أو تطويرها بأنفسهم.
  • الإعفاءات المستقبلية: اللائحة التنفيذية لرسوم الأراضي البيضاء واضحة ومعلنة، ولا يوجد أي إعفاءات في حالات محددة مثل وجود مانع نظامي، أو عائق تنظيمي، أو عند عدم إنجاز التطوير خلال المهلة المحددة. يهدف هذا الإجراء إلى تطبيق الرسم بعدالة وشفافية على الجميع وفق الضوابط المعتمدة.

نطاق تطبيق رسوم الأراضي البيضاء والمراجعة الدورية 

رسوم الأراضي البيضاء لا تُطبق على جميع مدن المملكة بشكل تلقائي. يتم تطبيق الرسوم فقط على المدن التي تتوفر فيها المعايير المذكورة سابقًا، وذلك حسب ما ورد في اللائحة التنفيذية. ولضمان مرونة البرنامج وفعاليته، تنص اللائحة على أن الوزارة “ستراجع سنويًا” تطبيق الرسم في أي مدينة أو نطاق جغرافي، وبناءً على هذه المراجعة، يتم اتخاذ الإجراء المناسب. هذا يعني أن النطاقات الجغرافية للتطبيق ليست ثابتة، بل تخضع لمراجعة دورية لتعكس التغيرات في السوق العقاري وحاجة كل منطقة.

في الختام، تُثبت آلية رسوم الأراضي البيضاء أنها برنامج شامل ومُحكم، لا يترك مجالًا للثغرات، ويُركز على الهدف النهائي وهو التنمية المستدامة. إنها تُعد بمثابة محفز قوي للسوق العقاري، وتُرسخ ثقافة التطوير الفعلي، وتضمن أن الأراضي التي تُعد أغلى الأصول تُستخدم بشكل فعّال لصالح التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة. إن هذا النظام، بمرونته وصرامته في آن واحد، لا يمثل عبئًا إضافيًا، بل هو دعوة صريحة للجميع للانخراط في عملية بناء مستقبل عمراني مزدهر. إنه يحوّل التحديات إلى فرص، ويدفع القطاع العقاري نحو آفاق أوسع من الابتكار والنمو، بما يخدم رؤية المملكة الطموحة لتحقيق الازدهار والرفاهية لجميع مواطنيها.

في شبكة عقار،  أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.

و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.

لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.

اشترك في النقاش


مقارنة العقارات

قارن