في عالم يشهد تطورًا سريعًا في مهنة الوساطة العقارية، أصبحت الحاجة إلى بناء مجتمعات مهنية قوية أمرًا بالغ الأهمية. هذه المجتمعات لا تُبنى على مجرد جمع عدد من الوسطاء في مجموعة تواصل، بل تحتاج إلى رؤية واضحة، تنظيم دقيق، وثقافة مهنية تقوم على الثقة والتعاون. ومع تزايد التحديات في السوق، برزت أهمية أن تكون هذه المجتمعات مظلة داعمة للوسطاء تضمن حقوقهم وتطور قدراتهم وتعزز من فرصهم.
علي الشهري، رجل الأعمال وعضو اللجنة العقارية في غرفة أبها، نقل هذه الفكرة إلى حيز التطبيق من خلال تجربة عملية رائدة، تحدث عنها في بودكاست “وضّاح” مع الإعلامي عبدالله معيض. في هذا المقال، نستعرض الخطوات الأساسية التي اعتمد عليها الشهري لتأسيس مجتمع وسطاء عقاريين ناجح، ونحلل أهم الدروس التي يمكن تعميمها لبناء مجتمعات عقارية فعالة ومؤثرة.
الوساطة العقارية: 9 خطوات طبّقها علي الشهري لبناء مجتمع وسطاء محترفين
1. البداية من القيم المهنية
يشدد علي الشهري على أن أي مجتمع ناجح لا يمكن أن يستمر ما لم يُبنَ على قيم مهنية واضحة. الأمانة، الشفافية، احترام الآخرين، وحفظ الحقوق، كلها عناصر يجب أن تُغرس في ثقافة المجتمع من اليوم الأول.
“لا نحتاج إلى عدد كبير من الوسطاء، بل إلى قلة ملتزمة تُحدث فرقًا” – علي الشهري
تأسيس القيم لا يكون عبر الشعارات، بل من خلال تطبيق عملي يظهر في كل تفاعل داخل المجتمع، سواء في مشاركة العقارات، أو في الردود، أو في إدارة الخلافات.
2. اختيار الأعضاء بعناية
أحد الأسباب الرئيسية لنجاح تجربة علي الشهري هو أنه لم يسعَ إلى ضم أكبر عدد من الوسطاء، بل ركّز على استقطاب من يملكون الالتزام المهني. كان الدخول إلى المجتمع يتم عبر دعوات موجهة، بناءً على تقييم مسبق للسمعة والسلوك.
هذا الاختيار ساهم في خلق بيئة مهنية يسودها الاحترام، وثقة متبادلة جعلت مشاركة المعلومات والصفقات أكثر فاعلية وأمانًا.
3. وضع نظام داخلي صارم وواضح
غياب النظام يؤدي إلى الفوضى. لذلك حرص الشهري على إعداد نظام داخلي مكتوب، يحدد قواعد نشر العقارات، آليات التواصل، العقوبات على المخالفات، وضوابط السعي والتوثيق.
وجود هذا النظام أزال الكثير من الإشكالات المعتادة، مثل تكرار الإعلانات، السعي غير الموثق، أو تضارب العروض. كما أعطى للمجتمع مصداقية أمام أعضائه وعملائه.
4. توفير بيئة رقمية منظمة
رغم أن المجتمع بدأ من خلال تطبيقات بسيطة مثل واتساب، إلا أن الشهري أدار هذه المجموعات وكأنها منصات احترافية. فلكل مجموعة إدارة واضحة، تنسيق يومي، مراجعة للمحتوى، وتقارير دورية.
كما دعا إلى استخدام أدوات إلكترونية موازية، مثل ملفات Excel موحدة، منصات إدارة العقارات، وقوالب جاهزة للإعلانات. هذه الأدوات ساعدت في تنظيم العمل وسرّعت من تنفيذ الصفقات.
5. تطوير الأعضاء وتحفيزهم
لا يقتصر دور المجتمع الناجح على تبادل العقارات، بل يجب أن يكون بيئة تعليمية تدفع أعضاءه إلى التطور. في تجربة علي الشهري، كان هناك تبادل دائم للخبرات، حلقات نقاش، ومشاركات تحفيزية ترفع من مستوى الوعي والاحترافية.
أعضاء المجتمع أيضًا تم تحفيزهم من خلال إبراز الأكثر التزامًا، توزيع الفرص بعدالة، وتوفير دعم للوسطاء الجدد.
6. الشفافية في توزيع السعي
السعي هو إحدى أكثر النقاط حساسية في المجتمعات العقارية. لذلك أصر الشهري على أن يكون السعي موثقًا من البداية، وموزعًا بشكل عادل بين الوسطاء المشاركين في أي صفقة.
هذا التنظيم أزال اللبس وأوجد بيئة من الثقة، حيث لا أحد يخشى ضياع حقه، ولا حاجة إلى تدخل خارجي لفض النزاعات. وقد ساعدت هذه الشفافية في خلق علاقات مهنية مستقرة بين الأعضاء.
7. التعامل مع المخالفات بصرامة
كل مجتمع ناجح لا بد أن يواجه بعض التجاوزات. لكن ما يصنع الفرق هو آلية التعامل معها. علي الشهري اعتمد سياسة صارمة في مواجهة المخالفين، تبدأ بالتحذير، وقد تصل إلى الاستبعاد النهائي.
هذه الصرامة لم تكن لفرض السلطة، بل لحماية البيئة المهنية وضمان استمرارية جودة المجتمع. كما أن وجود هذه السياسة جعل الجميع ملتزمين بالقواعد ومتحملين لمسؤولياتهم.
8. التركيز على خصوصية المجتمع
أحد الأسباب الجوهرية التي تجعل المجتمعات العقارية تفشل هو اختراق الخصوصية. الشهري شدد على منع نشر ما يدور في المجتمع خارج حدوده، وعدم مشاركة العقارات خارج النطاق إلا بموافقة.
هذه الخصوصية عززت من ثقة الأعضاء، وخلقت مناخًا يسمح بمشاركة معلومات حقيقية وصفقات ذات جودة عالية. وقد ساعد ذلك أيضًا في خلق تمايز للمجتمع عن المجموعات العامة المفتوحة.
9. التوسع المنظم لا العشوائي
رغم أن كثيرًا من المجتمعات تنمو بشكل عشوائي، اختار الشهري نهجًا مختلفًا. التوسع كان يتم بناءً على الحاجة، وبعد التأكد من قدرة المجموعة الأساسية على الاستيعاب. هذا النهج حافظ على الجودة، ومنع تدهور الأداء.
التوسع المنظم شمل أيضًا إنشاء مجموعات متخصصة داخل المنصة الأكبر، مثل مجموعة للأراضي، وأخرى للوحدات السكنية، وثالثة للاستثمار التجاري. وهذا ساعد في تحسين التفاعل وتقليل التشويش.
خاتمة
بناء مجتمع وسطاء عقاريين ناجح ليس مهمة سهلة، لكنه أيضًا ليس حلمًا بعيدًا. تجربة علي الشهري كما طُرحت في بودكاست “وضّاح” مع الإعلامي عبدالله معيض تمثل نموذجًا عمليًا لما يمكن تحقيقه عندما تُدار المجتمعات العقارية بفكر احترافي، وتنظيم صارم، وأخلاقيات مهنية عالية.
الدروس المستفادة من هذه التجربة تبدأ من اختيار الأعضاء بعناية، مرورًا بوضع نظام داخلي، وليس انتهاءً بتحفيز الأعضاء وتطويرهم. وكلما كانت هذه الأسس قوية، كلما أصبح المجتمع أكثر تماسكًا، تأثيرًا، واستدامة في سوق الوساطة العقارية.
المستقبل المهني للوساطة العقارية يعتمد بشكل كبير على المجتمعات التي تُبنى الآن. فإذا أردنا بيئة عقارية منظمة ومزدهرة، فعلينا أن نبدأ بتأسيس مجتمعات حقيقية تُجسد هذه المبادئ وتدعم الوسيط المحترف. وعندما تكون هذه المبادئ مصحوبة بقيادة واعية مثل علي بن محمد الشهري، فإن النجاح لا يكون مجرد احتمال، بل نتيجة حتمية.
نحن في شبكة عقار، كمنصة مرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأهمية اختيار المنصة المناسبة لتحقيق أفضل النتائج لأعمالك. نقدم لك مجموعة شاملة من الخدمات التي تدعم نجاحك في السوق العقاري:
- باقات المطورين والمستثمرين
- عضويات المؤسسات العقارية والوسطاء العقاريين
- خدمات التصوير والإنتاج العقاري الاحترافي
- خدمات التصميم والتسويق وصناعة المحتوى
- الخدمات التقنية المتكاملة
- توثيق العقود الإيجارية الإلكترونية من منصة إيجار
كما ندعوك لزيارة مدونتنا للحصول على المزيد من المعلومات حول التسويق العقاري وأحدث أخبار السوق العقاري.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب للحصول على استشارتك الخاصة والإجابة على استفساراتك مباشرة من خلال رقم الواتساب .تذكر دائمًا أن شعارنا في شبكة عقار هو: “التفاصيل علينا، والصفقات عليك“. ابدأ الآن وحقق أفضل النتائج مع خدماتنا المتكاملة!