الوساطة العقارية

الوساطة العقارية بين الفطرة والتعلم: 3 عوامل تحدد نجاح الوسيط

الوساطة العقارية تعد من أكثر المجالات الحيوية في السوق العقاري، حيث تجمع بين العلم والفن، وتتطلب من العاملين فيها مهارات متعددة تتراوح بين الفهم العميق للسوق والقدرة على التعامل مع العملاء باحتراف. ومع تسارع وتيرة التطور العقاري في المملكة العربية السعودية، أصبح من الضروري على كل وسيط عقاري أن يحدد نقاط قوته، ويعرف كيف يمكنه تطوير ذاته لتحقيق النجاح.

يُطرح كثيرًا سؤال جوهري في أوساط العاملين أو المقبلين على دخول هذا المجال: هل الوساطة العقارية موهبة بالفطرة؟ أم أنها مهارة يمكن تعلمها؟ أم أن الخبرة الميدانية هي الفيصل في النجاح؟

في حديثها مع الإعلامي ماجد الثبيتي في برنامج “سوالف عقار”، تطرقت الوسيطة العقارية تهاني الشدادي إلى هذا السؤال الشائع، وأكدت أن النجاح في الوساطة العقارية لا يعتمد على عامل واحد فقط، بل هو نتاج ثلاثة عناصر رئيسية تتكامل فيما بينها. وفيما يلي نستعرض هذه العوامل كما تناولتها تهاني:

1. الموهبة الفطرية في الوساطة العقارية

أكدت تهاني الشدادي أن بعض الأشخاص يمتلكون موهبة فطرية في مجال التسويق والإقناع. فهم يعرفون كيف يقدّمون العقار بطريقة تجذب العميل، ويستطيعون من خلال أسلوبهم التأثير على قرارات الشراء. وذكرت أنها شخصيًا اكتشفت موهبتها من خلال المواقف اليومية مع الأهل والأصدقاء، حيث كانوا يلاحظون قدرتها العالية على الوصف والإقناع.

هذه الموهبة تجعل الوسيط أكثر قدرة على التفاعل مع العملاء، وفهم احتياجاتهم، وتقديم العروض المناسبة بأسلوب جذاب. يمتلك بعض الأفراد حسًا عاليًا في قراءة سلوك العملاء والتعامل معهم بلغة مقنعة تبني الثقة بسرعة. لكن تهاني شددت على أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل تحتاج إلى تطوير وصقل مستمرين من خلال الممارسة اليومية والتعرض لسيناريوهات واقعية متعددة.

كما أن الموهبة في هذا المجال قد تظهر منذ وقت مبكر، ولكنها لا تُترجم إلى نجاح إلا إذا صاحبها اجتهاد وتعليم وتخطيط طويل الأمد. الموهبة عنصر محفز لكنها بحاجة إلى إطار تنظيمي حتى تتحول إلى نتائج ملموسة في الميدان.

2.التعلم والمعرفة النظرية في الوساطة العقارية

الجانب التعليمي والمعرفي عنصر لا يمكن تجاهله، فالفطرة وحدها لا تكفي دون إطار نظري ينظّم العمل ويوضّح الإطار القانوني والإداري للصفقات العقارية. أشارت تهاني إلى أهمية اجتياز الدورات التدريبية المتخصصة، مثل رخصة “فال”، والتي تمنح المسوق العقاري خلفية معرفية قوية.

التعلم يساعد الوسيط على فهم النماذج القانونية، آلية التفاوض، حقوق وواجبات الأطراف، بالإضافة إلى أدوات التسويق الحديثة. كما يُعد الاطلاع على التطورات في السوق العقاري، وأنماط العرض والطلب، من المتطلبات الأساسية للاستمرار في النجاح.

وأكدت تهاني أن هناك العديد من المصادر التي يمكن للوسيط الاعتماد عليها لتوسيع معارفه، مثل الدورات المعتمدة، والورش التدريبية، والندوات العقارية، والمحتوى الرقمي المتخصص. وكلما ازداد الوسيط اطلاعًا وتوسعًا في المعلومات، أصبح أكثر قدرة على تحليل السوق واتخاذ قرارات مبنية على أساس معرفي متين.

3. الخبرة العملية والممارسة

الركيزة الثالثة التي تحدثت عنها تهاني هي الخبرة العملية. فمهما كان لدى الوسيط من موهبة وتعليم، لن يتمكن من التميز إلا من خلال الممارسة المستمرة. من خلال النزول للميدان، والاحتكاك اليومي مع الملاك والعملاء، يبدأ الوسيط ببناء خبرته وفهمه العميق للسوق.

الخبرة تُمكن الوسيط من اكتشاف التفاصيل الصغيرة التي لا تُدرّس في الدورات، مثل تقييم العقار بدقة، وفهم توجهات العملاء، واختيار الوقت المناسب لعرض العقار. كما تساعد في تحسين مهارات التفاوض، وتوسيع شبكة العلاقات المهنية.

من خلال الميدان، يتعلم الوسيط كيف يتعامل مع الاعتراضات، وكيف يتخطى المشكلات المفاجئة التي قد تطرأ أثناء تنفيذ الصفقة. ويتعلم أيضًا كيف يوازن بين رغبات المالك والمشتري ويصل إلى نقطة ترضي الطرفين. وأوضحت تهاني أن النزول إلى المواقع ومقابلة العملاء وجهًا لوجه يمنح الوسيط ثقة أكبر ويعزز من مصداقيته في السوق.

خلاصة الحديث

من خلال التجربة الشخصية والخبرة العملية التي نقلتها تهاني الشدادي في حديثها ضمن برنامج “سوالف عقار” مع الإعلامي ماجد الثبيتي، يتبين أن الوساطة العقارية ليست مجالًا يعتمد على جانب واحد، بل تتطلب من الوسيط أن يدمج بين الفطرة الطبيعية، والتعلم المستمر، والممارسة اليومية في الميدان.

الوسيط العقاري الناجح هو من يُدرك أن النجاح لا يأتي بضربة حظ، بل هو نتاج عمل منظم وتراكم معرفة وتجربة. ومن خلال الجمع بين الموهبة والدراسة والخبرة، يمكن لأي شخص أن يصنع لنفسه مسيرة ناجحة ومتميزة في هذا المجال المتجدد.

كما أن الاستفادة من تجارب الآخرين، مثل تجربة تهاني الشدادي، يمنح المهتمين بالوساطة العقارية فرصة لتفادي الأخطاء الشائعة، واختصار الكثير من الوقت والجهد في تعلم ما يحتاجه السوق. وهنا تظهر أهمية متابعة الشخصيات البارزة في المجال، والاستفادة من نصائحهم وخبراتهم.

وبالتالي، فإن من يسعى للتميز في الوساطة العقارية عليه أن يكون على استعداد دائم للتعلم، والاستماع لتجارب الناجحين، والنزول للميدان بكل جدية. وهذا ما أكدته تهاني الشدادي التي قدّمت في حديثها خريطة طريق واضحة لأي شخص يريد أن يخطو خطواته الأولى بثقة وثبات نحو مستقبل مهني ناجح في السوق العقاري السعودي. هذا ما أوضحته تهاني الشدادي من خلال حديثها في برنامج “سوالف عقار” مع الإعلامي ماجد الثبيتي، حيث شاركت رؤيتها وخبرتها التي ألهمت العديد من المهتمين في المجال العقاري

في شبكة عقار،  أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.

و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.

لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.

اشترك في النقاش


مقارنة العقارات

قارن