المخالفات في الوساطة العقارية أصبحت أحد أبرز التحديات التي تهدد مهنية واستقرار السوق العقاري. تعد مهنة الوساطة العقارية من أكثر المهن حساسية، نظرًا لارتباطها المباشر بالمستثمرين، والملاك، والمشترين. ومع هذا الدور المحوري، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه هذه المهنة هو وجود مخالفات وممارسات غير مهنية، تضر بالمهنة وتفقد السوق مصداقيته. وفي ظل غياب التنظيم الصارم في بعض الفترات، تفاقمت هذه المخالفات لتصبح عائقًا أمام بناء سوق عقاري ناضج وشفاف.
في بودكاست “وضّاح”، الذي يقدمه الإعلامي عبدالله معيض، ناقش رجل الأعمال وعضو اللجنة العقارية في غرفة أبها، علي الشهري، أبرز المخالفات المنتشرة في سوق الوساطة العقارية، مقدمًا رؤية متكاملة عن أسبابها، وانعكاساتها، والحلول التنظيمية التي يمكن من خلالها ضبط السوق وحماية جميع الأطراف المعنية.
أولًا: أبرز المخالفات في الوساطة العقارية
بحسب تجربة علي الشهري، هناك عدد من الممارسات التي تتكرر في السوق وتؤثر سلبًا على سمعة الوسطاء العقاريين، بل وتتسبب في نزاعات مستمرة مع العملاء:
1. المزايدات غير القانونية – المخالفات في الوساطة العقارية
يقوم بعض الوسطاء برفع أسعار العقارات بشكل مصطنع للحصول على عمولة أعلى، ما يؤدي إلى تضليل العميل وخلق فقاعة سعرية غير حقيقية. هذه المزايدات تفقد السوق مصداقيته وتؤثر على التوازن بين العرض والطلب.
2. التداخل في العروض – المخالفات في الوساطة العقارية
أكثر من وسيط يعرض نفس العقار دون تنسيق أو تفويض واضح، مما يربك العميل ويؤدي إلى تضارب في المعلومات. وفي بعض الحالات، يحدث تضارب في السعي، وقد تصل النزاعات إلى القضاء.
3. عدم توثيق السعي – المخالفات في الوساطة العقارية
الكثير من الوسطاء لا يلتزمون بتوثيق اتفاقيات السعي، مما يؤدي إلى فقدان الحقوق وخلق نزاعات بين الأطراف. وهذه الممارسة هي من أبرز الأسباب التي تُفقد الوسيط مكانته.
4. تقديم معلومات غير دقيقة – المخالفات في الوساطة العقارية
نشر بيانات مغلوطة عن العقار، مثل المساحة، أو الموقع، أو السعر، بقصد التسويق السريع أو جذب الانتباه، وهو ما يضر بثقة العملاء ويسيء إلى سمعة المجتمع المهني بالكامل.
5. تجاوز الجهات الرسمية – المخالفات في الوساطة العقارية
بعض الوسطاء يعملون دون تراخيص أو يسوّقون لعقارات مخالفة للاشتراطات التنظيمية، مما يعرضهم والمسوقين معهم للمساءلة القانونية ويضر بالثقة العامة في السوق.
6. تجاوز نسب السعي النظامية – المخالفات في الوساطة العقارية
ذكر علي الشهري أن من المخالفات المتكررة مطالبة بعض الوسطاء بنسبة سعي تتجاوز النسبة المعتمدة نظاميًا، مما يرهق العملاء ويخلق شعورًا بعدم العدالة.
ثانيًا: أسباب انتشار المخالفات في الوساطة العقارية
علي الشهري يربط بين هذه المخالفات وبين مجموعة من الأسباب التي تساهم في اتساعها:
1. غياب التنظيم والرقابة – المخالفات في الوساطة العقارية
حتى وقت قريب، لم يكن هناك جهة رقابية تتابع عن قرب ممارسات الوسطاء، ما فتح المجال أمام التجاوزات وتسبب في دخول غير المختصين إلى المهنة.
2. ضعف الوعي المهني – المخالفات في الوساطة العقارية
الكثير من الوسطاء يدخلون المجال دون تأهيل كافٍ، ما يجعلهم عرضة للوقوع في ممارسات خاطئة دون إدراك أو فهم للعواقب القانونية والمهنية.
3. الطمع وغياب الأخلاقيات – المخالفات في الوساطة العقارية
بعض الممارسات تعود إلى الرغبة في الربح السريع بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك على حساب الشفافية والنزاهة ومصلحة العميل.
4. ضعف الحماية القانونية للوسطاء – المخالفات في الوساطة العقارية
غياب آلية واضحة لحفظ حقوق السعي والعقود، يجعل البعض يلجأ إلى أساليب غير قانونية لضمان مكاسبه، في ظل غياب جهة تنظيمية فاعلة.
ثالثًا: الحلول التنظيمية المقترحة
بحسب علي بن محمد الشهري، فإن معالجة هذه المخالفات تتطلب منظومة متكاملة من الإجراءات التشريعية والتنظيمية والمجتمعية، ومنها:
1. توثيق جميع العمليات
ضرورة وجود منصة إلكترونية موحدة يتم من خلالها توثيق كل عملية وساطة، بدءًا من تفويض التسويق وحتى إتمام الصفقة. وجود مثل هذه المنصة يعزز من الشفافية ويقلل النزاعات.
2. فرض ترخيص مهني للوسطاء
إلزام كل من يمارس الوساطة بالحصول على ترخيص مهني، يخضع لمتطلبات تدريب وتأهيل محددة، مع تجديد دوري لضمان التزامه.
3. إنشاء جهة رقابية مستقلة
تتولى متابعة الوسطاء، استقبال الشكاوى، والتحقق من الشفافية والنزاهة في الإجراءات، مع وجود صلاحيات للتدخل وفرض العقوبات.
4. توعية الوسطاء والعملاء بحقوقهم
تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتعريف الوسطاء والعملاء بآلية عمل الوساطة العقارية، وحقوق كل طرف، ونشر ثقافة العمل المهني.
5. نشر دليل السلوك المهني
دليل يُوزع على الوسطاء، يتضمن المعايير الأخلاقية والمهنية التي يجب الالتزام بها، والعقوبات المترتبة على مخالفتها، مما يعزز من الانضباط المهني.
6. تفعيل نظام العقوبات والمكافآت
الوسطاء الملتزمون يجب أن يتم تمييزهم وتشجيعهم من خلال برامج اعتماد مهني، بينما المخالفون يخضعون لعقوبات واضحة تضمن انضباط السوق.
رابعًا: دور المجتمعات العقارية في التصحيح
تحدث الشهري عن أهمية المجتمعات المهنية التي تجمع الوسطاء المحترفين تحت مظلة واحدة، كوسيلة لتنظيم المهنة من الداخل، وتشجيع الالتزام الطوعي. فهذه المجتمعات تسهم في مراقبة الأداء، وتطوير المهارات، وخلق بيئة مهنية قائمة على الشفافية والثقة.
“عندما تعمل ضمن مجموعة تحترم المهنيين وتدافع عن حقوقهم، فإنك تشعر بالمسؤولية وتحرص على الصورة العامة للمهنة” – علي الشهري
خاتمة
المخالفات في الوساطة العقارية لا تعكس فقط ممارسات فردية خاطئة، بل تعكس خللًا في البنية التنظيمية والرقابية للمهنة. تجربة علي بن محمد الشهري، كما طُرحت في بودكاست “وضّاح” الذي يقدمه الإعلامي عبدالله معيض ، تبرز بوضوح أن الطريق نحو تصحيح السوق يبدأ من الوعي، ويمر بالتنظيم، وينتهي بمجتمع مهني يحترم قواعد اللعبة ويؤمن بأن الوسيط العقاري ليس مجرد ناقل معلومة، بل مسؤول عن بناء الثقة واستقرار السوق.
تنظيم مهنة الوساطة العقارية لا يصب في مصلحة الوسطاء فقط، بل يحمي العملاء، ويرفع جودة السوق، ويجذب الاستثمارات. وهو ما يجعلنا أمام مسؤولية جماعية في إعادة ضبط هذه المهنة، وتحويلها من ممارسات فردية متباينة، إلى منظومة متكاملة تخدم الاقتصاد والمجتمع. وكلما تمكّنا من تقنين السلوك المهني، وتعزيز بيئة العمل العادلة، كلما أصبح السوق العقاري أكثر نضجًا وجاذبية وثقة لجميع الأطراف.
نحن في شبكة عقار، كمنصة مرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأهمية اختيار المنصة المناسبة لتحقيق أفضل النتائج لأعمالك. نقدم لك مجموعة شاملة من الخدمات التي تدعم نجاحك في السوق العقاري:
- باقات المطورين والمستثمرين
- عضويات المؤسسات العقارية والوسطاء العقاريين
- خدمات التصوير والإنتاج العقاري الاحترافي
- خدمات التصميم والتسويق وصناعة المحتوى
- الخدمات التقنية المتكاملة
- توثيق العقود الإيجارية الإلكترونية من منصة إيجار
كما ندعوك لزيارة مدونتنا للحصول على المزيد من المعلومات حول التسويق العقاري وأحدث أخبار السوق العقاري.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب للحصول على استشارتك الخاصة والإجابة على استفساراتك مباشرة من خلال رقم الواتساب .تذكر دائمًا أن شعارنا في شبكة عقار هو: “التفاصيل علينا، والصفقات عليك“. ابدأ الآن وحقق أفضل النتائج مع خدماتنا المتكاملة!
