التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية لعبت دورًا محوريًا في إعادة تشكيل بيئة العمل العقاري في المملكة العربية السعودية، خصوصًا فيما يتعلق بتمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في هذا القطاع.
شهدت مهنة الوساطة العقارية في السنوات الأخيرة تغييرات تنظيمية كبيرة في المملكة العربية السعودية، كان لها أثر بالغ في تحسين بيئة العمل، وفتح المجال للمرأة لتكون جزءًا فاعلًا في هذا القطاع المتطور. وقد تحدثت الوسيطة العقارية تهاني الشدادي في برنامج “سوالف عقار” مع الإعلامي ماجد الثبيتي عن هذه التحولات، مشيرة إلى أن التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية لم تكن مجرد خطوات إدارية، بل تحولات جذرية غيّرت واقع المهنة، خصوصًا للنساء.
لقد ساهمت هذه التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية في إعادة تشكيل خارطة السوق، من خلال فتح الأبواب أمام فئات جديدة من المهنيين، وتنظيم العلاقة بين الوسطاء والعملاء، ووضع معايير جديدة للأداء المهني. ومن هذا المنطلق، أصبحت المرأة، التي كانت سابقًا غائبة عن هذا المجال، تلعب دورًا قياديًا ومؤثرًا في مشهد الوساطة العقارية السعودية.
وفيما يلي نستعرض أبرز ثلاث تغييرات أحدثتها هذه التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية، وكيف ساهمت في تمكين المرأة في مجال الوساطة العقارية:
1. إصدار تراخيص للمسوقات العقاريات
من أبرز الخطوات التي ساعدت على تنظيم مهنة الوساطة العقارية هو صدور رخصة “فال” للمسوق العقاري. هذه الرخصة أصبحت اليوم شرطًا أساسيًا لمزاولة المهنة، وهي تمثل اعترافًا رسميًا بالمسوقين كأطراف فاعلة في السوق.
تهاني الشدادي أوضحت أن وجود هذه الرخصة، وهي من ثمار التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية، ساعد بشكل مباشر على فتح المجال أمام النساء للانضمام إلى هذا القطاع، بعد أن كانت الفكرة مرفوضة أو غير مرحّب بها في السابق. فالرخصة أصبحت تمثّل معيارًا للجدية والاحتراف، وتُعطي للمرأة المسوّقة هوية مهنية رسمية، تسهم في تعزيز مصداقيتها أمام العملاء والمطورين.
الرخصة ساعدت أيضًا في تنظيم السوق، والحد من العشوائية، وضمان أن من يعمل في هذا المجال يمتلك الحد الأدنى من المعرفة المهنية. وهو ما عزز مكانة المرأة كوسيط عقاري مؤهل ومُعتمد.
وبفضل هذه التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية، أصبحت العديد من الجهات الرسمية والخاصة أكثر تقبلًا للتعامل مع وسيطات عقاريات يحملن تراخيص رسمية، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع في نسب التوظيف والفرص المهنية للنساء داخل القطاع العقاري، بالإضافة إلى مشاركتهن في المؤتمرات والفعاليات العقارية الكبرى.
2. قبول وجود المرأة في مهنة الوساطة العقارية
قبل نحو 8 سنوات، كما أشارت تهاني الشدادي، كان وجود المرأة في مجال الوساطة العقارية أمرًا غير مألوف، بل مرفوض في بعض الحالات من قبل العملاء أو حتى العاملين في المجال. وكان يُنظر للمرأة على أنها تفتقر للخبرة أو الجدية.
لكن مع الوقت، وبدعم من التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية، تغيرت الصورة بالكامل. أصبحت المرأة شريكًا معتمدًا في السوق، وتغيّر تعامل العملاء معها من التشكيك إلى الثقة والاحترام.
هذه النقلة النوعية لم تأتِ من فراغ، بل بُنيت على تجارب ناجحة أثبتت فيها الوسيطات جدارتهن وكفاءتهن في الميدان. وأوضحت تهاني أن دخول المرأة بشكل منظم ومن خلال قنوات رسمية، مثل الرخصة والدورات التدريبية، ساعد في كسر الحواجز التقليدية.
كما أن القبول المجتمعي لمشاركة المرأة في هذا المجال تعزز من خلال حملات التوعية التي أطلقتها الجهات التنظيمية، إضافة إلى قصص النجاح التي رُويت في وسائل الإعلام، والتي سلطت الضوء على نماذج ملهمة من الوسيطات العقاريات الناجحات.
ومن الجدير بالذكر أن هذا القبول لم يكن سطحيًا فقط، بل امتد ليشمل تمكين المرأة من قيادة مكاتب عقارية، وتولي مهام إدارية وتسويقية عليا، مما عزز من التنوع والكفاءة داخل هذا القطاع.
3. زيادة الثقة في الوسيطات العقاريات
من النتائج الإيجابية التي أحدثتها التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية أيضًا هو تعزيز ثقة السوق في الوسيطات العقاريات. فلم يعد دور الوسيطة يُنظر إليه كدور ثانوي أو غير موثوق، بل أصبح معترفًا به رسميًا ومهنيًا.
تهاني الشدادي بيّنت أن هذه الثقة لم تكن موجودة سابقًا، لكنها نمت مع الوقت، خاصة بعد أن أثبتت العديد من الوسيطات قدرتهن على تحقيق نتائج ملموسة، وامتلاكهن صفات مهمة في هذا المجال مثل الدقة، الإقناع، والقدرة على المتابعة.
كما أن وجود تنظيمات تُلزم الوسيطات بالالتزام بمستوى معين من الخدمة والمهنية، رفع من جودة العمل بشكل عام، مما انعكس إيجابًا على ثقة العملاء بهم.
الثقة المتزايدة تجلّت أيضًا في تعامل المطورين العقاريين مع الوسيطات، حيث أصبح من المعتاد تكليف الوسيطات بمشاريع تسويق كبرى، أو منحهن وكالات حصرية، بعد أن أثبتن تفوقهن في الأداء والمهنية.
وتعتبر هذه الثقة المكتسبة من أبرز نتائج التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية، إذ إنها فتحت المجال لتوسيع حضور النساء ليس فقط كمسوقات، بل كمستشارات عقاريات وقائدات فرق عمل، ومساهمات رئيسيات في تطوير الاستراتيجيات العقارية.
خلاصة الحديث
التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية كانت بمثابة نقطة تحوّل مهمة فتحت الباب أمام النساء للدخول إلى هذا العالم بثقة واستحقاق. ومن خلال تجربة تهاني الشدادي، نرى كيف استطاعت المرأة أن تثبت نفسها وتتجاوز التحديات بمجرد أن أُتيحت لها الفرصة في بيئة منظمة وعادلة.
هذه التغيرات لم تكن شكلية أو مؤقتة، بل أسهمت في خلق واقع جديد يتيح للمرأة المشاركة الفاعلة والمستدامة في سوق العقارات. كما أن تأثيرها الإيجابي لا يقتصر على النساء فحسب، بل يمتد ليشمل تحسين جودة العمل العقاري بشكل عام.
وفي ختام حديثها في برنامج “سوالف عقار” مع الإعلامي ماجد الثبيتي، شددت تهاني الشدادي على أهمية الاستمرار في تطوير الأنظمة الداعمة للوسيطات، وعلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بدور المرأة في المجال العقاري، مؤكدة أن التمكين الحقيقي يبدأ من التشريع، ويكتمل بالثقة والاحتراف في الأداء. كما دعت جميع النساء المهتمات بالوساطة العقارية إلى خوض هذه التجربة بثقة، والاستفادة من البيئة الجديدة التي أصبحت أكثر دعمًا وعدالة من أي وقت مضى، بفضل التشريعات الجديدة في قطاع الوساطة العقارية.
في شبكة عقار، أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.
و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.
لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.
