الاحتيال العقاري

الاحتيال العقاري وتطبيق عقار: 5 دروس واقعية غيّرت نظرة السوق

تُعد عمليات الاحتيال العقاري واحدة من أبرز التحديات التي واجهت القطاع العقاري السعودي خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا مع توسع استخدام المنصات الرقمية للإعلانات وانتشار التعاملات الإلكترونية في البيع والشراء والإيجار. ومع التطور التقني المتسارع الذي يشهده السوق، برزت الحاجة إلى تعزيز الوعي وحماية المستخدمين من أساليب النصب والتلاعب التي قد تستهدف الوسطاء والمستثمرين وحتى الأفراد الباحثين عن عقار.

وفي هذا السياق، يأتي تطبيق عقار كإحدى المنصات الرائدة التي كان عليها أن تواجه هذا التحدي مباشرة، من خلال تطوير آليات تحقق متقدمة، وربط الإعلانات بالجهات التنظيمية لضمان الشفافية والمصداقية.

وفي حواره ضمن بودكاست “أمتار”، تحدّث إبراهيم الشهيل، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لتطبيق “عقار”، بإسهاب عن هذه القضية، موضحًا أهمية تصحيح المفهوم الخاطئ حول الاحتيال العقاري، وكشف أبرز تكتيكات المحتالين التي كانت تُستخدم سابقًا، وكيف أسهمت التنظيمات الجديدة والأنظمة الرقابية في الحد من هذه الظاهرة بشكل ملموس. كما روى خلال اللقاء قصة واقعية عايشها بنفسه تُجسّد حجم التحدي والمسؤولية الملقاة على عاتق المنصات العقارية لحماية المستخدمين وبناء سوق أكثر أمانًا وثقة.

تصحيح المفهوم: “عقار” قناة وليست منصة عمليات

يؤكد إبراهيم الشهيل أن تطبيق عقار ليس منصة لإجراء عمليات البيع أو الشراء أو الاستئجار بشكل مباشر. ولذلك، فإن عملية الاحتيال لا تتم في “عقار”، بل يتم استخدام التطبيق كقناة للوصول إلى الضحية. يشبه الشهيل الأمر بما يحدث في عمليات الاحتيال المرتبطة بتأجير الوحدات قصيرة المدى (مثل الشاليهات والاستراحات) عبر منصات مثل “تيك توك”؛ حيث يستخدم المحتال المنصة للوصول للعميل، لكن عملية الاحتيال (الدفع) تحدث خارجه.

المحتالون كانوا يدركون أن الإعلان في “عقار” هو “أقصر وأرخص طريقة للوصول للعملاء” ، مما أدى إلى كثرة الممارسات الاحتيالية في الفترة التاريخية بين 2021 و2022.

تكتيكات المحتالين الماكرة-الاحتيال العقاري

كان المحتالون يعتمدون على عاملين أساسيين هما الإغراء والضغط النفسي. ومن أبرز تكتيكاتهم:

  1. الأسعار غير المنطقية: عرض العقارات بأسعار منخفضة جداً بشكل مغرٍ في وقت كانت فيه الإيجارات ترتفع. مثال: شقة بثلاث غرف في حي الملقا (الرياض) بمبلغ 30,000 ريال سنوياً.
  2. الضغط لاتخاذ قرار سريع: إيهام العميل بأن هناك طلبًا عاليًا جدًا على العقار، وأن الفرصة ستفوت إن لم يدفع “العربون” الآن، حتى قبل معاينة العقار.
  3. الاحتيال المعقد (المعاينة الذكية): في بعض مشاريع التطوير العقاري الجديدة، كان المحتالون يستغلون أنظمة الأقفال الذكية التي غالباً ما تفتح بالرقم الافتراضي. فيُطلب من الضحية الذهاب لمعاينة الشقة والدخول إليها بالرقم الافتراضي، وعندما يجد العميل أن العقار موجود فعلاً، يشعر بالثقة ويحول المبلغ كاملاً.
  4. تزوير الوثائق: وصل بعض المحتالين إلى حد عمل مسودة عقد في منصة “إيجار”. وعلى الرغم من أن الطرف الثاني قد لا يوافق، إلا أن مجرد رؤية مسودة من “إيجار” تُضفي “موثوقية عالية” على العملية، حتى لو كان العقد مكتوبًا ببيانات وهمية أو لرقم وحدة سكنية مختلفة.

قصة الواقعة المذهلة: شقة بمستأجرين

يروي الشهيل قصة واقعية مرّت به شخصياً، عندما كان يسكن في عمارة بها شقة معروضة للإيجار. تفاجأ بأن أحد الجيران أخبره بوجود مشكلة، حيث كان هناك شخص مقيم بالشقة مع عائلته، دفع إيجاراً سنوياً بقيمة غير منطقية (7000 ريال لشقة بثلاث غرف نوم). وفي نفس الوقت، جاءت سيدة أخرى بشحنة عفش (أثاث)، ودفعت مبلغًا كبيرًا (فوق 30 أو 40 ألف ريال كدفعة أولى)، مدّعية أنها استأجرت نفس الشقة من طرف ثالث عن طريق الواتساب.

تبين أن المحتال استغل وجود قفل افتراضي على باب الشقة المعروضة، وشاهد صورها وموقعها في موقع إعلانات، ثم استخدم هذه المعلومات للعب على الطرفين، وطلب منهم تحويل المبلغ مباشرة إلى حسابه. اضطرت الشرطة للتدخل لإخراج المستأجرين المخدوعين. هذه القصة تلخص كيف يستغل المحتالون الإغراء (السعر) والظروف الشخصية (الحاجة للسكن في وقت ضيق).

نصيحة “عقار” للعملاء: لا تدفع خارج القنوات الرسمية

يؤكد الشهيل أن هذه المشاكل تقلصت بشكل كبير بفضل التنظيمات، ومنها منصة “إيجار”. لكنه يقدم نصيحة ذهبية للجمهور:

  1. الحذر الدائم: يجب أن يكون الإنسان حذراً في التعاملات
  2. القنوات الرسمية: لا تدفع أبداً “خارج القنوات الرسمية”.
  3. التواصل الصوتي: “لا تدفع لأحد ما سمعت صوته”. أكبر شبهة هي الشخص الذي يتواصل فقط عبر الواتساب، ولا يرد على الاتصالات الهاتفية، ولم تره أو تعاين الشقة معه. فإذا لم تسمع صوت الشخص أو تراه، يجب أن تكون حذرًا جداً

إن ما استعرضه إبراهيم الشهيل في بودكاست “ أمتاريكشف جانبًا بالغ الأهمية من التحول الرقمي في القطاع العقاري السعودي، وهو أن التقنية ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتعزيز الشفافية والأمان والثقة في التعاملات اليومية. فالتحديات المرتبطة بالاحتيال العقاري لم تكن مجرد حالات فردية، بل دروس عملية دفعت المنصات الرائدة مثل تطبيق عقار إلى تطوير أنظمة تحقق متقدمة وربط الإعلانات بالجهات الرسمية مثل منصة “إيجار”، ما أسهم في تقليص حجم الممارسات غير النظامية بشكل ملموس.

كما أن التجارب الواقعية التي رواها الشهيل تؤكد أن وعي المستخدم هو خط الدفاع الأول ضد أي محاولة احتيال. فكلما ارتفع مستوى المعرفة والالتزام بالقنوات الرسمية، قلّت فرص استغلال المحتالين للثغرات. ومن هنا تبرز أهمية الدور التوعوي الذي تلعبه البرامج الإعلامية العقارية مثل بودكاست “أمتار” في تسليط الضوء على هذه القضايا ورفع مستوى الإدراك لدى الوسطاء والمستأجرين والملاك على حدٍ سواء.

وفي ظل التطور المتسارع الذي يشهده السوق ضمن رؤية المملكة 2030، يُعدّ بناء سوق عقاري آمن وشفاف هدفًا وطنيًا مشتركًا، لا يتحقق إلا بتكامل الأدوار بين المنصات التقنية، والجهات التنظيمية، والمستخدمين أنفسهم. وبين وعي الأفراد وابتكار الحلول، يواصل تطبيق عقار مسيرته كركيزة رئيسية في تعزيز الثقة داخل المنظومة العقارية السعودية.

في شبكة عقار،  أحد المنصات المرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأن شراكتنا هي أساس نجاحكم في السوق العقاري. نقدم لكم مجموعة متكاملة من الخدمات، تشمل باقات المطورين والمستثمرين، وعضويات المؤسسات العقارية والوسطاء، وخدمات التصوير والإنتاج والتصميم والتسويق الاحترافية، بالإضافة إلى الخدمات التقنية المتكاملة وتوثيق العقود الإيجارية عبر منصة إيجار. دعونا نكن شركاء في رحلتكم نحو تحقيق أفضل النتائج.

و سواء كنت شركة أو فردًا، وتبحث عن حلول عقارية احترافية، فإن شبكة عقار هي خيارك الأمثل. اترك التفاصيل علينا، فنحن نتولى كل شيء بكفاءة واحترافية. تواصل معنا عبر نموذج تسويق العقار أو نموذج طلب العقار، أو عبر الواتساب أو نموذج اتصل بنا، ودعنا نجعل تجربتك العقارية سلسة ومريحة.

لا تقتصر فائدة مدونتنا على هذا المقال فقط. ندعوك لاستكشاف أقسامنا المتنوعة حول التسويق العقاري والمؤشرات العقارية والمزادات العقارية وغيرها ، حيث تجد تحليلات مفصلة وأخبارًا محدثة ونصائح قيّمة تخدم كل العاملين في القطاع العقاري والمهتمين به. اكتشف آفاقًا جديدة لمعرفتك.

اشترك في النقاش


مقارنة العقارات

قارن