في لقاء أجري مؤخرًا مع ريتشارد ليفراك، الرئيس التنفيذي لمنظمة ليفراك العقارية، تم تسليط الضوء على التحديات العميقة والمستمرة التي يواجهها سوق العقارات التجارية. بدأ ليفراك اللقاء بمناقشة الأوضاع الاقتصادية الحالية وتأثيراتها على قطاع العقارات، مع التركيز على التحديات الرئيسية مثل ارتفاع أسعار الفائدة والتحولات في أنماط العمل.
وصف ليفراك الوضع الحالي بأنه “ألم بطيء” يستمر في التأثير على النظام العقاري. وأوضح أن هذا الألم لا يتسبب في انهيار كامل، ولكنه يترك آثارًا دائمة وعميقة على السوق. بالنسبة له، فإن هذه الظروف تتطلب من المستثمرين والمطورين تبني استراتيجيات طويلة الأمد لمواجهة التحديات والحفاظ على استقرار أعمالهم.
تأثير ارتفاع أسعار الفائدة على القطاع
أحد المحاور الرئيسية التي تناولها ليفراك كان الزيادة المفاجئة في أسعار الفائدة التي شهدتها الأسواق مؤخرًا. وأشار إلى أن هذه الزيادة قلبت الصناعة العقارية رأسًا على عقب. حيث تعتمد العقارات التجارية بشكل كبير على الديون لتمويل المشاريع، ومع ارتفاع أسعار الفائدة إلى مستويات غير مسبوقة، أصبحت الشركات تجد صعوبة متزايدة في الحصول على التمويل اللازم.
أوضح ليفراك أن هذا الوضع أدى إلى حالة من عدم اليقين حول قيمة العقارات. أصبح المستثمرون والممولون يجدون صعوبة في تحديد الأسعار المناسبة للأصول، مما جعل من الصعب إجراء أي معاملات جديدة في السوق. هذه الحالة من الشك وعدم اليقين، بحسب ليفراك، هي واحدة من أكبر التحديات التي تواجه القطاع حاليًا.
التحديات الناجمة عن التحولات في أنماط العمل
إلى جانب التأثيرات الاقتصادية، ناقش ليفراك أيضًا التحولات الجذرية في أنماط العمل نتيجة جائحة COVID-19. وأشار إلى أن الاتجاه المتزايد نحو العمل من المنزل قد غير بشكل كبير استخدام المساحات المكتبية. في السابق، كانت المساحات المكتبية تعتبر من الأصول العقارية الأكثر استقرارًا وربحية، لكن مع تزايد العمل من المنزل، انخفض الطلب على هذه المكاتب، مما زاد من الضغط على قطاع العقارات التجارية، وخاصة في المدن الكبرى مثل نيويورك.
أكد ليفراك أن هذا التغيير لم يكن مؤقتًا، بل يبدو أنه أصبح جزءًا دائمًا من بيئة العمل الجديدة. وهو ما يعني أن المطورين والمستثمرين في العقارات التجارية بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم وتكييفها مع هذه الظروف الجديدة.
التوقعات المستقبلية: استمرار الألم البطيء
عند الحديث عن المستقبل، كان ليفراك واضحًا في توقعاته، حيث أشار إلى أن التحديات الحالية لن تختفي بسرعة. بدلاً من ذلك، يتوقع ليفراك أن تستمر هذه الصعوبات لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 شهرًا قادمة. وبدلاً من حدوث انهيار كبير، يتوقع ليفراك أن يستمر هذا “الألم البطيء” في التأثير على السوق، مما يعني أن الانتعاش سيكون بطيئًا ويتطلب وقتًا طويلًا قبل أن يستعيد القطاع استقراره.
أوضح ليفراك أن مثل هذه الأزمات العقارية ليست جديدة، وأن السوق العقاري قد واجه في الماضي تحديات مماثلة. وأشار إلى أن الفترات الزمنية اللازمة لحل هذه الأزمات قد تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات. بناءً على هذه الخبرة، يعتقد ليفراك أن العودة إلى الاستقرار قد تكون أطول مما يتوقعه البعض.
الفرص المحتملة في ظل التحديات
رغم النظرة القاتمة التي قدمها ليفراك حول الوضع الحالي، إلا أنه لم يغفل عن الحديث عن الفرص التي يمكن أن تظهر في ظل هذه التحديات. وأشار إلى أن السوق قد يوفر فرصًا معينة للمستثمرين الذين يتمتعون بالصبر والقدرة على تحمل المخاطر. وأكد أن هذه الفترة قد تكون مثالية لأولئك الذين يرغبون في اقتناص فرص شراء الأصول بأسعار منخفضة نسبيًا، مع توقعات بارتفاع قيمتها على المدى الطويل.
وشدد ليفراك على أهمية الوقت في هذه المعادلة، حيث يمكن أن يكون الوقت حاسمًا في تحديد مدى نجاح هذه الاستثمارات. ومع ذلك، أشار إلى أن الانتعاش قد يكون بطيئًا ولكنه سيحدث في النهاية.
تأثير نقص السيولة على السوق
من بين القضايا الأخرى التي تطرق إليها ليفراك كان نقص السيولة في السوق العقاري. وأكد أن هذا النقص في السيولة يجعل من الصعب على المستثمرين إجراء المعاملات حتى في الأوقات التي تكون فيها الفرص متاحة. وأضاف أن عدم اليقين بشأن قيمة العقارات يجعل المستثمرين مترددين في اتخاذ قرارات مالية كبيرة، مما يساهم في تفاقم الأزمة.
وأشار ليفراك إلى أن صناديق الإجهاد، التي عادة ما تكون نشطة في مثل هذه الأوقات، لم تكن قادرة على التحرك بشكل كبير حتى الآن. وأرجع ذلك إلى عدم القدرة على تحديد قيمة الأصول، مما يجعل من الصعب عليهم القيام بأي تحركات مالية كبيرة.
الرسالة الختامية: ضرورة التحلي بالصبر والاستعداد
في ختام اللقاء، وجه ريتشارد ليفراك رسالة واضحة إلى المستثمرين والمطورين في قطاع العقارات التجارية: “تحلوا بالصبر واستعدوا لمواجهة تحديات طويلة الأمد”. وأكد أن السوق العقاري يواجه فترة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة. ونصح المستثمرين بالاستعداد لهذه الفترة من خلال التركيز على الاستثمارات المستدامة والتحلي بالمرونة في مواجهة التغيرات.
كما أشار إلى أن الفترة القادمة ستتطلب من الجميع إعادة التفكير في استراتيجياتهم المالية والتجارية، والبحث عن الفرص التي يمكن أن تظهر في ظل الظروف الحالية. ورغم أن التحديات كبيرة، إلا أن الفرص موجودة لأولئك الذين يتمتعون بالجرأة والقدرة على التحمل.
نحن في شبكة عقار، كمنصة مرخصة من الهيئة العامة للعقار، نؤمن بأهمية اختيار المنصة المناسبة لتحقيق أفضل النتائج لأعمالك. نقدم لك مجموعة شاملة من الخدمات التي تدعم نجاحك في السوق العقاري:
- باقات المطورين والمستثمرين
- عضويات المؤسسات العقارية والوسطاء العقاريين
- خدمات التصوير والإنتاج العقاري الاحترافي
- خدمات التصميم والتسويق وصناعة المحتوى
- الخدمات التقنية المتكاملة
- توثيق العقود الإيجارية الإلكترونية من منصة إيجار
كما ندعوك لزيارة مدونتنا للحصول على المزيد من المعلومات حول التسويق العقاري وأحدث أخبار السوق العقاري.
تواصل معنا الآن عبر الواتساب للحصول على استشارتك الخاصة والإجابة على استفساراتك مباشرة من خلال رقم الواتساب .تذكر دائمًا أن شعارنا في شبكة عقار هو: “التفاصيل علينا، والصفقات عليك“. ابدأ الآن وحقق أفضل النتائج مع خدماتنا المتكاملة!